رحيل سفاح سوريا.. سقوط نظام حزب البعث في سوريا بعد حكم دام 61 عاماً

WhatsApp Image 2024-12-08 at 10.38.19 PM

سقوط نظام حزب البعث في سوريا بعد حكم دام 61 عاما

أحمد الشرع: اليوم سوريا للسوريين جميعا

قال القائد بإدارة العمليات بالمعارضة السورية المسلحة أحمد الشرع -في كلمة من ساحة الجامع الأموي بدمشق- إن الرئيس السوري المخلوع بشار الأسد نشر الطائفية واليوم سوريا للسوريين جميعا.

وأضاف أن النصر الذي تحقق بإسقاط النظام هو “نصر لكل السوريين”.

ففي اليوم الـ12 من عملية “ردع العدوان” أسقطت المعارضة السورية نظام بشار الأسد مع دخولها في ساعات الفجر إلى العاصمة دمشق وسيطرتها عليها بمعارك محدودة بعد ساعات من بسط سيطرتها على مدينة حمص.

الأسد وعائلته في موسكو

أكدت القناة الروسية الأولى نقلا عن الكرملين أن الرئيس السوري المخلوع بشار الأسد وأفراد عائلته في موسكو، مشيرا إلى أن روسيا منحته اللجوء لأسباب إنسانية.

وبعد سيطرة المعارضة السورية المسلحة على دمشق وحمص، أعلنت المعارضة السورية المسلحة سيطرتها على مدينة جبلة بمحافظة اللاذقية في أول وصول لها للساحل السوري كما أكدت سيطرتها على منبج بريف حلب التي كانت تحت سيطرة الفصائل الكردية.

واعتبرت إسرائيل سقوط الأسد “لحظة تاريخية” معلنة أنها ستدافع عن حدودها وتمنع الفصائل المعارضة من السيطرة على الأسلحة الكيميائية التي كان يملكها النظام السوري، فقصفت مراكز في المربع الأمني بدمشق بذريعة أنها تستخدم لبحث الأسلحة الكيميائية، فضلا عن احتلالها لمنطقة جبل الشيخ لإقامة منطقة عازلة.

كما قالت وكالة رويترز إن قادة في الجيش والأمن غادروا بمروحيات قاعدة الشعيرات العسكرية بريف حمص إلى الساحل.

وكانت صحيفة إيكونوميست البريطانية تحدثت عن أن الرئيس الأسد لم يُرَ منذ أيام، مشيرة إلى أنه يرغب في القتال بيد أنه لا أحد يريد القتال من أجله. ويتماشى حديث الصحيفة مع تصريحات أخيرة لمستشار الأمن القومي الأميركي جيك سوليفان قال فيها إن حلفاء الأسد المتمثلين في إيران وحزب الله وروسيا غير مستعدين لتقديم الدعم الذي حصل عليه الأسد سابقا.

المعارضة السورية تسيطر على مدينة جبلة

أفادت مواقع عسكرية روسية بأن المعارضة السورية المسلحة سيطرت على مدينة جبلة قرب قاعدة حميميم الروسية باللاذقية على الساحل السوري.

وكالة روسية: المعارضة تعهدت بعدم الاعتداء على البعثات الدبلوماسية

نقلت وكالة ريا نوفوستي عن مصادر قولها إن المعارضة السورية تعهدت بعدم الاعتداء على البعثات الدبلوماسية الأجنبية في سوريا.

وأشارت إلى أن المعارضة السورية المسلحة أنشأت قنوات اتصال مع الجانب الروسي.

وذكر موقع ريبار العسكري الروسي أن تشكيلات كردية بدأت بإزالة بعض المواقع التابعة للقوات المسلحة الروسية شرقي الفرات.

وأكد عزل قاعدة حميميم في اللاذقية على الساحل السوري بعد سيطرة المعارضة المسلحة على مدينة جبلة.

مسؤول إسرائيلي: أبلغنا واشنطن مسبقا عن عمليتنا بسوريا

نقل موقع أكسيوس عن مسؤول إسرائيلي قوله إن تل أبيب أبلغت واشنطن مسبقا بعمليتها للسيطرة على مواقع أخرى على الجانب السوري وذلك بعد إعلان إسرائيل احتلال منطقة جبل الشيخ.

إسرائيل: سيطرنا على المنطقة العازلة بسوريا مؤقتة

قالت إذاعة الجيش الإسرائيلي نقلا عن مصدر عسكري إن السيطرة على المنطقة العازلة في جبل الشيخ بسوريا “عملية مؤقتة” عقب تهديد سيطرة الفصائل المعارضة على البلاد وفق وصفه.

وكانت هيئة البث الإسرائيلية أعلنت سابقاً أن تل أبيب قصفت مركز البحوث العلمية بدمشق حيث تدار برامج أسلحة كيميائية وصواريخ باليستية بعد أن أكد مراسل الجزيرة اندلاع حريق نتيجة قصف على المربع الأمني في العاصمة السورية.

إعلان تاريخ الثامن من ديسمبر عيدا وطنيا لسوريا

كما أعلن الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية اليوم الأحد تاريخ الثامن من ديسمبر /كانون الأول من كل عام عيدا وطنيا لسوريا.

ائتلاف المعارضة السورية: سنواصل العمل لاستكمال انتقال السلطة

وقال ائتلاف المعارضة السورية إنه سيواصل العمل من أجل “إتمام انتقال السلطة إلى هيئة حكم انتقالية ذات سلطات تنفيذية كاملة”.

وأضاف في بيان “انتقلت الثورة السورية العظيمة من مرحلة النضال لإسقاط نظام الأسد إلى مرحلة النضال من أجل بناء سوريا بناء سويا يليق بتضحيات شعبها”.

وكانت المعارضة السورية المسلحة أعلنت إكمال سيطرتها على مدينة منبج في ريف حلب الشرقي، والتي كانت فصائل كردية تسيطر عليها.

المعارضة المسلحة: تعليمات واضحة بالحفاظ على مؤسسات الدولة

قال المتحدث باسم إدارة الشؤون السياسية للمعارضة السورية إن سوريا الجديدة ستكون دولة قانون تحفظ كرامة المواطن، مؤكدا على أن هناك تعليمات واضحة بالحفاظ على مؤسسات الدولة وحمايتها.

وأضاف أن السوريين يودعون اليوم حياة القمع والتعذيب والسجون.

روسيا: الأسد غادر سوريا ووصل روسيا وهذا ما أوصى به

قالت وزارة الخارجية الروسية في بيان اليوم الأحد إن الرئيس السوري المخلوع بشار الأسد غادر البلاد بعد أن استقال من منصبه وأصدر أوامره بتسليم السلطة سلميا.

وقال البيان إنه “نتيجة لمفاوضات بين الأسد وعدد من المشاركين في الصراع المسلح في أراضي الجمهورية العربية السورية قرر الاستقالة من الرئاسة ومغادرة البلاد معطيا أوامر بالانتقال السلمي للسلطة”.

القناة الروسية الأولى نقلا عن الكرملين: تم تقديم اللجوء للأسد وعائلته لدواع إنسانية

قالت القناة الروسية الأولى نقلا عن الكرملين: أن الرئيس السوري بشار الأسد وأفراد عائلته في موسكو

ولم تذكر الوزارة في البيان مكان الأسد حاليا وأكدت أن روسيا لم تشارك في أي محادثات بشأن رحيله.

وقالت الوزارة إن القواعد العسكرية الروسية في سوريا وضعت في حالة تأهب قصوى لكن لا يوجد تهديد خطير لها في الوقت الحالي وإن موسكو على اتصال بجميع المعارضة السورية المسلحة وحثت جميع الأطراف على تفادي أي أعمال عنف.

وفي وقت سابق أفاد موقع “فلايت رادار” لتتبع الطائرات بأن طائرة سورية يشتبه في أنها تقل بشار الأسد غادرت مطار دمشق قبل دخول المعارضة إلى العاصمة دمشق فجر اليوم.

وكانت الطائرة قد حلقت في البداية باتجاه المنطقة الساحلية السورية معقل الطائفة العلوية التي ينتمي إليها الأسد لكنها بعد ذلك غيرت مسارها فجأة وحلقت في الاتجاه المعاكس لبضع دقائق قبل أن تختفي من خريطة الرادار.

المصدر: https://2h.ae/dHkj

أبرز ردود الفعل الداخلية والخارجية

على سقوط نظام الأسد

تتوالى ردود الفعل الداخلية والخارجية على سقوط نظام الرئيس السوري  بشار الأسد وسيطرة قوات المعارضة المسلحة على العاصمة دمشق وسط احتفالات تعم أجزاء واسعة من سوريا، وترقب لما سيحدث في الساعات القادمة.

وتاليا أبرز ردود الفعل الداخلية والخارجية الصادرة منذ فجر اليوم وحتى الآن:

الائتلاف المعارض

قال ائتلاف المعارضة السورية اليوم الأحد إنه سيواصل العمل من أجل “إتمام انتقال السلطة إلى هيئة حكم انتقالية ذات سلطات تنفيذية كاملة”.

وأضاف في بيان “انتقلت الثورة السورية العظيمة من مرحلة النضال لإسقاط نظام الأسد إلى مرحلة النضال من أجل بناء سوريا بناء سويا يليق بتضحيات شعبها”.

قوات سوريا الديمقراطية

ومن جهته أشاد قائد قوات سوريا الديمقراطية مظلوم عبدي الأحد بـ”لحظات تاريخية” يعيشها السوريون مع سقوط النظام “الاستبدادي” الذي حكم البلاد لنحو ربع قرن، معتبرا أن “هذا التغيير فرصة لبناء سوريا جديدة قائمة على الديمقراطية والعدالة تضمن حقوق جميع السوريين”.

“مواقف عربية”

السعودية تدعو المجتمع الدولي لعدم التدخل بشؤون سوريا الداخلية:

أعربت السعودية عن ارتياحها لما وصفتها بالخطوات الإيجابية التي تم اتخاذها لتأمين سلامة الشعب السوري، مؤكدة وقوفها بجانب الشعب السوري وخياراته في هذه المرحلة الحرجة.

ودعت -في بيان- المجتمع الدولي للوقوف بجانب سوريا دون التدخل في شؤونها الداخلية.

كما أكد الأردن اليوم أهمية الحفاظ على أمن واستقرار سوريا وذلك بعد فرار بشار الأسد من دمشق وسيطرة قوات المعارضة على العاصمة السورية منهية بذلك حكم الأسد الممتد منذ 24 عاما.

ونقلت وكالة الأنباء الأردنية الرسمية عن مصادر حكومية أنه “يجري العمل على تعزيز حالة الأمن والاستقرار في المنطقة”.

وفي الإمارات: قال أنور قرقاش المستشار الدبلوماسي لرئيس الإمارات اليوم الأحد إن سوريا ليست في مأمن بعد ولا يزال وجود التشدد والإرهاب مصدرا أساسيا للقلق وأضاف أنه لا يعلم إن كان بشار الأسد في الإمارات أم لا.

وقال– على هامش منتدى حوار المنامة الأمني في البحرين- إن الأسد لم يستغل ما وصفه بشريان حياة قدمته له العديد من الدول العربية من قبل ومن بينها الإمارات.

العراق يؤكد أهمية عدم التدخل بالشأن السوري

قال المتحدث باسم الحكومة العراقية إنها تتابع مجريات تطور الأوضاع في سوريا وتواصل الاتصالات الدولية مع الدول الصديقة، مؤكدا أهمية عدم التدخل في الشأن الداخلي السوري أو دعم جهة لصالح أخرى.

وشرح أن التدخل لن يدفع بالأوضاع في سوريا سوى إلى مزيد من الصراع والتفرقة.

“مواقف أميركية”

أعلن البيت الأبيض اليوم الأحد أن الرئيس الأميركي جو بايدن يتابع عن كثب الأحداث التي تجري في سوريا وذلك بعد إعلان فصائل المعارضة سيطرتها على العاصمة دمشق وفرار الرئيس المخلوع بشار الأسد.

وقال المتحدث باسم مجلس الأمن القومي شون سافيت في بيان على وسائل التواصل الاجتماعي إن “الرئيس بايدن وفريقه يراقبان الأحداث الاستثنائية في سوريا عن كثب وهما على اتصال دائم مع شركائنا الإقليميين”.

من جانبه قال الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب إن “بشار الأسد رحل وروسيا تخلت عنه”.

وأضاف أن روسيا وإيران في حالة ضعف الآن الأولى بسبب أوكرانيا والاقتصاد السيئ، والثانية بسبب إسرائيل.

كما أعرب ترامب عن دهشته من سقوط نظام الرئيس المخلوع بشار الأسد، قائلا إن “سقوطه مدهش” لأنه بقي لسنوات في ظل ظروف أكثر سوءا وفجأة بدأت قوات المعارضة الاستيلاء على مساحات كبيرة.

مسؤول بالبنتاغون: نظام الأسد لا يستحق أن يذرف عليه أحد الدموع

  • ندعو جميع الأطراف في سوريا إلى حماية المدنيين وخاصة الأقليات واحترام المعايير الدولية والعمل على التوصل إلى تسوية سياسية شاملة.
  • سنواصل التشاور الوثيق مع الشركاء بالمنطقة المتأثرين بهذه الأزمة لدعم احتياجاتهم الأمنية.
  • إذا تأكدت الأنباء.. نظام الأسد لا يستحق أن يذرف عليه أحد الدموع.
  • سنواصل الحفاظ على وجودنا في شرق سوريا والذي يهدف فقط إلى ضمان استدامة هزيمة تنظيم الدولة الإسلامية.

غوتيريش يرحب بنهاية “النظام الديكتاتوري” بسوريا

رحب الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش بنهاية ما سماه “النظام الديكتاتوري” في سوريا.

وقال “بعد 14 عاما من الحرب الوحشية ونهاية النظام الدكتاتوري لدى الشعب السوري فرصة تاريخية لبناء مستقبل مستقر وسلمي”.

مسؤول أممي يدعو لحماية المدنيين والبنية التحتية:

قال وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية إن على جميع الأطراف في سوريا الوفاء بالتزاماتها بحماية المدنيين.

وأضاف أن على جميع الأطراف بسوريا السماح للفارين بالعودة بأمان وطواعية كما طالب جميع الأطراف بسوريا حماية البنية الأساسية المدنية.

رئيسة المفوضية الأوروبية: انهيار ديكتاتورية الأسد تغيير تاريخي

أكدت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين أن انهيار ديكتاتورية الرئيس السوري المخلوع بشار الأسد والتي وصفتها بالقاسية “تغيير تاريخي” في المنطقة، لكنها حذرت أنه ليس خاليا من المخاطر.

ووعدت بالمساهمة في إعادة إعمار سوريا تحمي كل الأقليات وفق وصفها.

بريطانيا ترحب بسقوط الأسد

رحبت بريطانيا بإسقاط نظام الرئيس المخلوع بشار الأسد، قائلة إن الشعب السوري عانى طويلا تحت حكم النظام الذي وصفته بالبربري.

وقال وزير الخارجية البريطاني ديفيد لامي إن التطورات في سوريا غير مسبوقة، مؤكدا أن تركيز بلاده منصب على ضمان الحل السياسي وأن يتم استعادة السلام والاستقرار.

ودعا جميع الأطراف إلى حماية المدنيين والأقليات وضمان وصول المساعدات الإنسانية في الأيام المقبلة.

المصدر: https://2h.ae/ExXQ

أبرز محطات بشار الأسد في حكم سوريا لقرابة ربع قرن

انهار فجر الأحد الحكم “الدموي” لحزب البعث العربي الاشتراكي الذي تولى السلطة في سوريا عام 1963 ودام 61 عاما مع فقدان نظام بشار الأسد السيطرة على العاصمة دمشق ودخولها في قبضة فصائل المعارضة المسلحة.

وصل حزب البعث العربي الاشتراكي إلى السلطة في سوريا عبر انقلاب عام 1963 واستولى والد بشار الأسد حافظ الأسد على السلطة في انقلاب داخل الحزب عام 1970 وأصبح رئيسا لسوريا في عام 1971.

ومع وفاة حافظ الأسد أصبح بشار الأسد رئيسا لنظام البعث عام 2000.

وعام 2011 شهدت سوريا ثورة شعبية طالبت بالحرية في البلاد وتدخل النظام ضد الجماهير باستخدام العنف مما أدى إلى مقتل آلاف الأشخاص ودخول البلاد في دوامة حرب داخلية.

ورغم الضغوط الدولية أحجم الأسد عن حل الأزمة من خلال الدبلوماسية والوسائل السلمية واستخدام القوة لفض المظاهرات الأمر الذي أدى إلى انخراط المعارضة في صراع مسلح طويل مع النظام.

“توريث”

في 17 يوليو 2000 أقسم الأسد اليمين أمام مجلس الشعب. وانتخب رئيساً بنسبة تصويت بلغت 97,29 في المئة في انتخابات كان المرشّح الوحيد فيها ونُظمت بعد شهر من وفاة والده حافظ الأسد الذي حكم سوريا من دون منازع لمدة ثلاثين عاماً.

استبق مجلس الشعب انتخاب الأسد الابن بإدخاله في العاشر من يونيو يوم وفاة الأسد الأب تعديلاً على مادة في الدستور خفّض بموجبه من 40 إلى 34 عاماً الحد الأدنى لسنّ الترشّح للرئاسة في قرار فُصّل على قياس الأسد الابن المولود العام 1965.

أصبح بشار الأسد قائد القوات المسلحة والأمين القطري لحزب البعث العربي الاشتراكي الحاكم في البلاد منذ الستينيات من القرن الماضي.

“ربيع دمشق”

في 26 سبتمبر 2000 دعا نحو مئة مثقّف وفنان سوري مقيمين في سوريا السلطات إلى “العفو” عن سجناء سياسيين وإلغاء حالة الطوارئ السارية منذ العام 1963.

وبين سبتمبر 2000 وفبراير 2001 شهدت سوريا فترة انفتاح وسمحت السلطات نسبياً بحرية التعبير. لكنّ توقيف عشرة معارضين صيف 2001 وضع حداً لما عُرف وقتها بـ”ربيع دمشق” القصير الأمد.

“الانسحاب من لبنان”

في 14 فبراير 2005 اغتيل رئيس الوزراء اللبناني رفيق الحريري في بيروت. واتّهمت المعارضة اللبنانية النظام السوري وحلفاءه المحليين بعملية الاغتيال مطالبة بخروج القوات السورية التي كانت تتواجد في البلاد منذ 29 عاما فيما كانت دمشق تهيمن على الحياة السياسية اللبنانية.

ونفت دمشق أن تكون ضالعة في الجريمة التي تلتها اغتيالات أو محاولات اغتيال استهدفت سياسيين وإعلاميين معارضين لسوريا.

في 26 أبريل وتحت ضغط من تظاهرات حاشدة في بيروت والمجتمع الدولي غادر آخر جندي سوري لبنان بعد وجود بدأ في العام 1976.

“إعلان دمشق”

في 16 أكتوبر 2005 أطلقت المعارضة السورية التي كانت منقسمة في السابق “إعلان دمشق” الذي تضمّن دعوة إلى إحداث “تغيير ديمقراطي” و”جذري” وتنديداً بـ”نظام تسلّطي شمولي فئوي”.

وكان مئات المثقّفين والنشطاء والمحامين والممثّلين وقّعوا اعتباراً من فبراير 2004 عريضة تدعو إلى رفع حالة الطوارئ المعمول بها في سوريا.

رداً على ذلك ضيّقت دمشق الخناق على الناشطين والمثقّفين وضاعفت الاستدعاءات الأمنية وحظر السفر ومنع التجمّعات، وأطلقت في أواخر 2007 حملة توقيفات طالت معارضين علمانيين على خلفية مطالبتهم بتعزيز الديمقراطية.

“قمع دموي للثورة”

في 15 مارس 2011 انطلقت تظاهرات سلميّة مناوئة للنظام في إطار ما سُمّي حينها “الربيع العربي” وقمع النظام هذه التظاهرات بعنف.

سعى النظام إلى سحق التمرّد فخاض حرباً ضد مقاتلين معارضين اعتبر تحركهم “إرهاباً مدعوماً من الخارج”، وبدأ عام 2012 استخدام الأسلحة الثقيلة ولا سيّما المروحيات والطائرات.

واتّهم الغرب مراراً النظام السوري باستخدام الأسلحة الكيمياوية، وهو ما نفته دمشق على الدوام.

“إيران وروسيا إلى نجدة النظام”

في العام 2013 أقر حزب الله اللبناني بانخراطه في القتال إلى جانب قوات النظام وأرسل الآلاف من عناصره إلى سوريا.وأصبحت إيران الحليف الإقليمي الأكبر للنظام.

في 30 سبتمبر 2015 وبعدما تراجعت قوات النظام على جبهات كثيرة، بدأت روسيا تدخلها العسكري في النزاع، بعدما كانت داعماً رئيسياً لدمشق في مجلس الأمن الدولي منذ اندلاع النزاع.

كان تدخل روسيا نقطة تحوّل في النزاع، وتمكن النظام بفضله من استعادة زمام المبادرة وتحقيق انتصارات استراتيجية في مواجهة الفصائل المعارضة.

وأقرت تهدئة في مارس 2020 بعد اتفاق روسي-تركي إلا ان الجماعات المتطرفة واصلت قصفها وتحركاتها المتقطعة.

“ولاية رابعة”

في 26 مايو 2021، أعيد انتخابات بشار الأسد رئيسا لولاية رابعة مع 95,1% من الأصوات.

“مذكرة توقيف دولية”

في 15 نوفمبر 2023، أصدر القضاء الفرنسي مذكرة توقيف دولية في حق بشار الأسد بشبهة شن هجمات كيمياوية في سوريا العام 2013.

في اليوم التالي طالبت محكمة العدل الدولية أعلى هيئة قضائية في الأمم المتحدة سوريا بوضع حد للتعذيب وسوء المعاملة المهينة.

“دخول دمشق وإعلان فرار الأسد”

ليل 7-8 ديسمبر 2024 وبعد 11 يوما على بدء هجوم خاطف، أعلنت فصائل المعارضة بقيادة “هيئة تحرير الشام” دخول قواتها دمشق و”هروب” الرئيس السوري بعد 24 سنة أمضاها في الحكم.

المصدر: https://2h.ae/nPQr

من هو أبو محمد الجولاني زعيم هيئة تحرير الشام؟

تتباين التقارير حول اسمه الحقيقي وتاريخ ومكان ميلاده وسيرته وحتى جنسيته، بحسب قسم المتابعة في بي بي سي، مما يضفي الكثير من الغموض حول شخصيته. وبحسب تقارير الأمم المتحدة فإنه وُلد بين عامي 1975 و1979 فيما تفيد تقارير الإنتربول أنه ولد عام 1975.

وبحسب مقابلته مع شبكة بي بي إس الأمريكية فإن اسمه الحقيقي أحمد حسين الشرع وأما لقبه الذي يشير إلى مرتفعات الجولان فإنه يعكس روابط عائلته بتلك المنطقة. وقال في تلك المقابلة إنه وُلد في عام 1982 في العاصمة السعودية الرياض حيث عمل والده مهندساً للنفط حتى عام 1989، وفي ذلك العام عادت عائلة الجولاني إلى سوريا، حيث نشأ وعاش في حي المزة بدمشق.

وكانت تقارير صحفية قد أشارت إلى أن الجولاني ولد في دير الزور بسوريا عام 1981. ويقال إنه درس الطب في دمشق لمدة عامين، قبل أن يترك سنته الدراسية الثالثة للانضمام إلى تنظيم القاعدة المتشدد في العراق بعد الغزو الأمريكي عام 2003.

ويُعتقد أنه ارتقى بسرعة في صفوف المنظمة الجهادية حتى أصبح من المقربين لأبو مصعب الزرقاوي.

ثم انتقل إلى لبنان في عام 2006 بعد مقتل الزرقاوي حيث قيل إنه أشرف على تدريب الجماعة المسلحة اللبنانية جند الشام. ويُعتقد أنه سافر بعد ذلك إلى العراق مرة أخرى حيث سُجن من قبل القوات الأمريكية لفترة من الوقت وانضم إلى تنظيم الدولة الإسلامية في العراق بعد إطلاق سراحه عام 2008.

ووفقاً لمراقبين فقد عاد الجولاني إلى موطنه سوريا في أغسطس/آب من عام 2011 حيث قام بإنشاء فرع لتنظيم القاعدة للانضمام إلى القتال ضد الرئيس السوري بشار الأسد.

لكن صحيفة السفير اللبنانية كانت قد أشارت إلى أن “البعض يقول إنه عراقي وكان يُدعى الجولاني نسبة إلى حي الجولان في الفلوجة الذي جاء منه”.

ولدى توليه قيادة جبهة النصرة، ذكرت مؤسسة كويليام البحثية البريطانية أن الجولاني لديه “خبرة في العراق” مما يجعل قيادته لجبهة النصرة “غير متنازع عليها”.

كما جاء في التقرير أن التفاصيل المتعلقة بالجولاني “سر محفوظ بعناية، لدرجة أن معظم أعضاء جبهة النصرة لا يعرفون زعيمهم”.

وقد اختلفت التقارير أيضاً حول موعد ذهابه للعراق، فبينما هناك تقارير تفيد بأن الجولاني أُطلق سراحه من السجن في سوريا عام 2008 وبعد إطلاق سراحه ذهب إلى العراق وعاد إلى سوريا بعد بدء الانتفاضة في عام 2011، بصفته قائداً لجبهة النصرة، إلا أن تقارير أخرى تشير إلى أنه توجه للعراق في عام 2003 مع الغزو الأمريكي للبلاد حيث انضم هناك إلى تنظيم القاعدة تحت قيادة أبو مصعب الزرقاوي.

وبرز الجولاني خلال فترة نشاطه في العراق تحت إشراف أبو مصعب الزرقاوي مؤسس تنظيم القاعدة في العراق حيث لعب دوراً محورياً في تسهيل العمليات عبر الحدود مستفيدًا من أصوله السورية ليكون حلقة وصل بين المقاتلين الأجانب والمتمردين المحليين الذين نفذوا هجمات وعمليات انتحارية.

وفي عام 2010 اعتقلته القوات الأمريكية في العراق واحتجزته في معسكر بوكا الذي اشتهر بكونه مكاناً خصباً لتطور الأيديولوجيات المتطرفة.

وعززت هذه الفترة اتصالاته بشبكات الجهاديين، بما في ذلك قادة تنظيم الدولة الإسلامية (داعش) المستقبليين، وقد أمضى عدة سنوات في السجون العسكرية الأمريكية.

وتتضارب التقارير حول كل ما يتعلق بالجولاني إلا أنه من المؤكد أن سنوات الجولاني الأولى تزامنت مع حكم نظام البعث في سوريا في فترة تم فيها كبح أي معارضة سياسية حقيقية وشهدت مواجهات بين الحكومة والمتمردين الإسلاميين.

إدلب

ويتسم أسلوب الجولاني القيادي بالقدرة على التكيف مع الظروف. ففي البداية كان متجذراً في أيديولوجيا القاعدة لكنه تحول تدريجياً نحو أجندة أكثر محلية.

وتحت قيادته أقامت هيئة تحرير الشام حكمًا مستنداً إلى تفسير متشدد للشريعة الإسلامية في إدلب وأسست محاكم وقوات شرطة وهيئات إدارية.

وبصفته زعيم هيئة تحرير الشام يتمتع الجولاني بنفوذ كبير في إدلب آخر معقل رئيسي للمعارضة في سوريا وتُعد إدلب منطقة ذات أهمية استراتيجية بسبب قربها من الحدود التركية مما يجعلها نقطة تركيز للقوى الإقليمية والدولية.

وأثبت الجولاني قدرته على الموازنة بين العمليات العسكرية والمفاوضات الدبلوماسية والإدارة المحلية ما جعله شخصية محورية في الصراع السوري.

وخلال ما يقرب من عقد من الانقسامات والاندماجات وإعادة التسمية حاول تصوير نفسه على أنه براغماتي باتت علاقته بتنظيم القاعدة شيئا من الماضي.

المصدر: https://2h.ae/oyHV

“إدارة العمليات العسكرية”..

قيادة المعارضة السورية في عملية ردع العدوان

أطلقت الفصائل المنتشرة في محافظة إدلب -المنضوية سابقا تحت ما يعرف بغرفة عمليات “الفتح المبين”- ابتداء عملية “ردع العدوان” في 27 نوفمبر/تشرين الثاني 2024 وشكلت من أجلها ما يسمى “إدارة العمليات العسكرية” التي ضمت كلا من هيئة تحرير الشام، وحركة أحرار الشام، والجبهة الوطنية للتحرير، ومجموعات من الحزب التركستاني.

“النشأة والتأسيس”

أنشئت “غرفة عمليات الفتح المبين” عام 2019 وكانت مسؤولة عن تنسيق العمليات العسكرية في الشمال السوري وإدارتها في إدلب وأرياف حلب واللاذقية وحماة منذ عام 2020.

وفي منتصف عام 2020 أصدرت الهيئة بيانا عن “توحيد الجهد العسكري” ومنعت تشكيل أي فصيل عسكري أو غرفة عمليات في المناطق الواقعة تحت سيطرتها، وحصرت الأعمال العسكرية في “غرفة عمليات الفتح المبين”.

وأعلنت الحركة في مؤتمر صحفي عقدته عام 2023 عن ترتيب بناء جديد للقوة العسكرية للفصائل العاملة في المنطقة، وقالت إن هذه الخطوة ساهمت في “تحقيق توازن القوى في المنطقة”.

وبعدها ظهر تشكيل “إدارة العمليات العسكرية” مع إعلان انطلاق معركة “ردع العدوان” وضم الفصائل ذاتها التي كانت تابعة سابقا لـ”الفتح المبين”.

“الفصائل المنضوية”

ومن أبرز فصائل المعارضة التي شاركت في “ردع العدوان”:

هيئة تحرير الشام

تعد هيئة تحرير الشام الفصيل الأبرز وأكبر الفصائل المعارضة وهي تكتل عسكري من فصائل مسلحة سورية، تكوّن من اندماج 5 فصائل، هي: “جبهة فتح الشام”، و”لواء الحق” و”جبهة أنصار الدين” و”جيش السنة” كما انضمت لها لاحقا كتائب وألوية وشخصيات دعوية عدة.

وأعلن عن إنشاء هيئة تحرير الشام عام 2017 بعد انطلاق مفاوضات أستانا بين الحكومة السورية والمعارضة بمشاركة روسية تركية إيرانية وهي ترفض هذه المفاوضات وتعدّها جزءا من “المؤامرة على الثورة السورية”.

لم تعلن الهيئة بشكل رسمي عن تبني خط أيديولوجي واضح بل حرصت على التأكيد على أنها كيان مستقل لا يمثل امتدادا لتنظيمات وفصائل سابقة وأن تشكيلها يمثل “خطوة ذابت فيها جميع التسميات”.

وتضع الهيئة على رأس أولوياتها “إسقاط النظام السوري” وتؤكد أنها تمثل مرحلة جديدة من مراحل الثورة السورية تطوى فيها صفحة الخلافات، وتعود فيها الانتصارات وأنها جاءت على خلفية ما تمر به الثورة من “مؤامرات تعصف بها، واحتراب داخلي يهدد وجودها”.

ومن أبرز العمليات التي قادتها الهيئة عام 2017 معركة السيطرة على حي المنشية في درعا واستهداف فرعي الأمن العسكري وأمن الدولة في حيي الغوطة والمحطة بمدينة حمص بهجومين متزامنين.

الجبهة الوطنية للتحرير

الجبهة الوطنية للتحرير هي اتحاد بين مجموعة من فصائل المعارضة السورية المسلحة في محافظة إدلب، وأعلن عنه في أغسطس/آب 2018،\ بالتزامن مع تهديدات الجيش السوري بالهجوم على هذه المنطقة.

ويضم التشكيل فصائل كبرى من الجيش الحر في الشمال السوري، منها “جبهة تحرير سوريا” وجيش إدلب الحر. وأعلنت الجبهة أن أحد أهداف هذا التشكيل “التصدي لكافة محاولات النظام للتقدم تجاه المناطق المحررة”.

وتأسست “جبهة تحرير سوريا” أوائل عام 2018، وتضم في صفوفها حركات عدة من بينها “جيش الأحرار” الفاعل في منطقة إدلب، و”ألوية صقور الشام” و”تجمع دمشق”، و”كتائب نور الدين زنكي”.

وكتائب نور الدين زنكي هي فصيل إسلامي مسلح نشأ بعيد اندلاع الثورة السورية 2011 لإسقاط الرئيس السوري بشار الأسد يتمركز في مدينة حلب وريفها ويجمع بين العملين العسكري والمدني لكنه لم يعد فاعلا منذ عام 2019.

“حركة أحرار الشام”

أعلن عن إنشاء حركة أحرار الشام عام 2011 مع بداية دخول الثورة السورية مرحلة القتال المسلح. تصف نفسها بأنها “حركة إسلامية إصلاحية تجديدية شاملة وإحدى الفصائل المنضوية والمندمجة ضمن الجبهة الإسلامية” وتقول إنها “تكوين عسكري، سياسي، اجتماعي، إسلامي شامل، يهدف إلى إسقاط نظام الأسد وبناء دولة إسلامية”.

وحددت الحركة رسالتها بأنها تعمل على” تحرير الأرض والإنسان وبناء مجتمع إسلامي في سوريا عبر العمل المؤسسي وتستمد منهجها ومشروعية وجودها من الإسلام”.

نشط مقاتلو الحركة في مختلف المحافظات السورية لكن قوتها تتركز في محافظتي إدلب وحلب شمالي سوريا، حيث برزت قوتها في مواجهة الجيش السوري بمواقع عدة، مثل طعوم وتفتناز وجبل الزاوية وسراقب وأريحا وبنش وغيرها من قرى إدلب.

ومن أهم المعارك التي خاضتها الحركة معركة مدينة الرقة عام 2013 وكانت أول مدينة تخرج عن سيطرة الجيش السوري ومعركة مطار تفتناز العسكري بريف إدلب في العام نفسه.

“أبرز العمليات التي شاركت فيها فصائل المعارضة”

  • عملية “ولا تهنوا” وأعلنت غرفة عمليات الفتح المبين عن إطلاقها ضد قوات الجيش السوري وحلفائه في ريف إدلب الجنوبي الشرقي عام 2019 وأعلنت سيطرتها على قرى عدة في الساعات الأولى، منها إعجاز وسروج وإسطبلات ورسم الورد.
  • عملية “ردع العدوان” وأطلقتها في 27 نوفمبر/تشرين الثاني 2024 وأعلن عن أهدافها حسن عبد الغني الناطق باسم غرفة عمليات الفتح المبين، وقال إنها تهدف إلى توجيه “ضربة استباقية لقوات النظام السوري”، وتعدّ أول اختراق لخطوط التماس بين الطرفين في محافظة إدلب منذ الاتفاق “التركي الروسي” لوقف إطلاق النار في مارس/آذار 2020.
  • واستطاعت المعارضة السورية في الأيام الأولى من المعركة السيطرة على مدينة حلب ومواقع إستراتيجية مهمة فيها، منها مقرّ الفوج 46، وبلدة خان العسل ومركز البحوث العملية وقلعة حلب والجامع الأموي، إضافة إلى محافظة إدلب بالكامل.

المصدر: https://2h.ae/Bkwl