حرب الأنفاق.. تاريخ محاربة أنفاق حماس في غزة والدور المصري فيها

تاريخ محاربة أنفاق حماس في غزة .. هذا دور مصر
يشتعل الجدل داخل إسرائيل بشأن جدوى سيطرتها على محور فيلادلفيا الحدودي بين قطاع غزة ومصر في ظل استمرار العدوان على غزة.
فبينما يتمسك رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بإحكام السيطرة العسكرية على المحور يدعم وزير الجيش يوآف غالانت انسحاب الجيش منه في إطار تيسير إجراء صفقة محتملة مع حركة المقاومة الإسلامية حماس.
في ضوء ذلك يستعرض المعهد الإسرائيلي للسياسة الخارجية الإقليمية “ميتفيم” أهمية الأنفاق الحدودية في محور فيلادلفيا من الناحيتين العسكرية والاقتصادية بالنسبة لحركة حماس.
في الوقت ذاته يوضح تاريخ الاحتلال في مواجهة عمليات التهريب في الأنفاق على مدار السنوات الماضية، مبينا بعض الأسباب التي أسهمت في عدم القدرة على القضاء عليها نهائيا.
كذلك يؤكد المعهد على دور مصر في تدمير الأنفاق ويرى أن هناك مشكلة مشتركة بين القاهرة وتل أبيب ألا وهي حركة حماس.
وقلل من حجم الخلافات الناشئة بين الجانبين بسبب الحرب، مشددا على “المصالح الإستراتيجية” التي تجمعهما معا الأمر الذي يدفع المعهد لطرح فكرة الانسحاب من المحور.
وخاصة في ظل وجود تقارير مختلفة تشير إلى إمكانية تكثيف التعاون الأمني بين إسرائيل ومصر بشكل يمكّن تل أبيب من مراقبة الحدود لمعالجة مشكلة الأنفاق.
كما يناقش الرأي القائل بوجود “مخاطر أمنية” جراء انسحاب إسرائيل من محور فيلادلفيا مقارنا بين تلك الأولوية التي يصر عليها نتنياهو وبين أولوية “استعادة المختطفين” الذين أسرتهم حركة حماس في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 اليوم الذي أطلقت فيه عملية طوفان الأقصى.
“امتعاض من مصر”
يشدد المعهد على أن سيطرة إسرائيل على محور فيلادلفيا ومعبر رفح على الحدود المصرية تعد من أبرز الخلافات التي تحول دون التوصل إلى اتفاق وقف إطلاق النار مع حماس.
ويحمّل نتنياهو مسؤولية إتمام الاتفاق من عدمه كونه “يصر على عدم التوقيع عليه إذا لم يضمن بقاء إسرائيل في المحور ومعبر رفح”.
ووفقا للمعهد ينبع هذا الإصرار من “أن المحور -خاصة الأنفاق تحته- والمعبر يشكلان، في غياب ميناء بحري أو جوي أنبوب أكسجين عسكريا واقتصاديا لحماس”.
إذ يرى أن “الحرب جعلت كلا الطرفين يدرك مدى أهمية الأنفاق في عملية تعزيز قوة حماس العسكرية”.
كما ادعى المعهد أن “الضرائب التي تُحصل من التجار الذين يهربون البضائع عبر الأنفاق شكلت دخلا اقتصاديا أساسيا لحماس”.
وبحسب قوله قدر أحد الباحثين أنه في عام 2008 بلغت عائدات الأنفاق نحو 35 مليون دولار شهريا.
وبالرغم من إقراره “باستحالة المعرفة الدقيقة لعدد الأنفاق الموجودة وحجم التجارة التي مرت عبرها”.
إلا أنه يؤكد على “وجود عواقب لهذه الظاهرة بالنسبة لحماس -أو أي قوة حاكمة أخرى ستكون في غزة في اليوم التالي- مما يتطلب مراقبة دقيقة من قبل الأجهزة الأمنية للمعابر”.
ورأى أن مشكلة الأنفاق ليست جديدة حيث تعود جذورها منذ فك الارتباط عن غزة ومحور فيلادلفيا عام 2005 (انسحاب جيش الاحتلال من القطاع) خاصة منذ أن حكمت حماس غزة في 2007.
منذ ذلك الحين اعتمدت إسرائيل على مصر لحل مأزق الأنفاق فبحسب المعهد، مررت تل أبيب معلومات إلى القاهرة حول الأنفاق والتهريب.
في البداية امتعضت إسرائيل من القاهرة بشأن تجاوب المسؤولين المصريين مع تلك الأزمة.
وأظهرت وثائق ويكيليكس شكاوى إسرائيل المتكررة سواء في المحادثات المباشرة مع المصريين أو عبر الولايات المتحدة من أن مصر لا تفعل ما يكفي لمكافحة هذه الأزمة.
لكن بعد وقت قصير استجابت القاهرة لمطالب الاحتلال، ففي صيف عام 2008 أبلغ رئيس النظام الأسبق محمد حسني مبارك الأميركيين أن مصر دمرت أكثر من 280 نفقا لكنه أكد أن مكافحتها هي مهمة الطرفين معا.
“تدمير الأنفاق“
ولم يثن العدوان الإسرائيلي على غزة نهاية عام 2008 مصر عن استمرارها في عملية هدم الأنفاق.
فبحسب المعهد “في نهاية عام 2009 بعد العملية العسكرية على القطاع أبلغ المصريون الأميركيين أنهم دمروا أكثر من 200 نفق لكن إسرائيل استمرت في الشكوى”، وتضاعفت الجهود المصرية لتدمير الأنفاق بعد وصول عبد الفتاح السيسي لسدة الحكم عبر انقلاب عسكري.
وقال المعهد: “وكما هو معروف عمل السيسي عام 2014 بعد وصوله إلى السلطة على تدمير الأنفاق وإغلاقها ولكن من الواضح أن دافع حماس للحفر وكسب المال كان أكبر من رغبة مصر في سد الثغرات”. وفق زعمه.
إذ يدعي بقاء عدد من الأنفاق بين غزة ومصر مفسرا ذلك بوجود عوامل عدة تسهم في استمرار عمليات التجارة والتهريب.
ويشير المعهد إلى أنه بموجب اتفاقية السلام بين القاهرة وتل أبيب والاتفاق الإضافي الموقع عام 2005، “يُمنع نشر وحدات عسكرية مدربة ومجهزة بشكل مناسب في المنطقة (ج) داخل مناطق سيناء الحدودية مع إسرائيل وغزة”.
وهو ما جعل وحدات حرس الحدود والشرطة المتمركزة على الحدود المصرية غير مستعدة بشكل فعال للتعامل مع عمليات التهريب والتجارة في الأنفاق.
وتابع: “ثانيا لعبت الاضطرابات الكبيرة التي عانت منها مصر منذ عام 2011 في أعقاب الربيع العربي بالإضافة إلى أمور أخرى إلى نمو التهديد الجهادي في سيناء الأمر الذي تطلب ردا عسكريا فوريا”.
ويضيف المعهد: “وبالمناسبة لعبت إسرائيل دورا مهما في تقديم المساعدة العسكرية والاستخباراتية لمصر في التعامل مع هذا التهديد”.
وكان المال أحيانا دافعا في استمرار عمليات الأنفاق الحدودية كما يشير المعهد حيث قال: “كان لعناصر محلية في الميدان -مثل البدو أو حتى عناصر أمنية- مصلحة في التعاون مع أعضاء حماس”.
كذلك لم يستبعد “احتمال وجود عناصر تدعم حماس أيديولوجيا وسياسيا” الأمر الذي أدى حسب زعمه، إلى استمرار وجود الأنفاق.
“مصلحة مشتركة“
ويزعم المعهد أن حماس تعد معضلة مشتركة لكل من تل أبيب والقاهرة قائلا: “من الناحية الإستراتيجية كان لديهما مصلحة في إلحاق الضرر بالقدرات العسكرية والاقتصادية للحركة”.
وأكمل: “بعد العملية العسكرية على غزة عام 2008 صرح مساعد وزير الخارجية الأميركي لشؤون الشرق الأوسط وقتها ديفيد شينكر بأن مصر وإسرائيل لديهما مشكلة مشتركة وهي حماس”.
ويبرهن المعهد على ذلك الأمر بقوله: “لذلك لم يكن من قبيل الصدفة أن عملية الجرف الصامد في 2014 (العدوان الإسرائيلي على غزة) استمرت لـ51 يوما دون أي تدخل من قبل مصر”.
ويلقي العدوان الإسرائيلي الحالي على غزة بظلاله على العلاقات بين مصر وإسرائيل.
فقد “فرضت الحرب الحالية عددا غير قليل من التحديات عليهما خاصة مع دخول الجيش الإسرائيلي إلى رفح واستيلائه على المعبر الذي كان رمزا مهما للحكم بالنسبة لحماس والفلسطينيين”.
لكن يبدو أن صلابة العلاقة بين مصر وإسرائيل أدت كما يؤكد المعهد إلى “التعامل مع الأمر بحذر من جانب الدولتين”.
وأضاف: “كما تتوسط مصر طوال فترة الحرب بين إسرائيل وحماس في قضية المختطفين وفي مسألة نهاية الحرب، حيث تسافر وفود إسرائيلية بشكل متكرر إلى القاهرة”، مع التأكيد على التعاون الإستراتيجي بين إسرائيل ومصر في ملف إدارة الحدود مع قطاع غزة.
ويقول “إذا كان هناك تفاوت بين المصالح الإستراتيجية لمصر والواقع التكتيكي على الأرض فقد عززت الحرب الفهم بأن التكتيكي والإستراتيجي متداخلان تماما عندما يتعلق الأمر بتأمين الأمن على الحدود مع غزة”.
ويدلل على ذلك بالإشارة إلى تقارير مختلفة توضح سعي إسرائيل لمراقبة الحدود المصرية الفلسطينية.
إذ تتناقش تل أبيب مع القاهرة أخيرا “لبحث تركيب حساسات ووسائل أخرى على طول الحدود بين غزة ومصر”.
وهو ما “سيمكن إسرائيل من متابعة الأحداث تقنيا على طول المسار والمعبر لمواجهة مشكلة الأنفاق والتهريب”.
“رفض الصفقة“
وينتقل المعهد لمناقشة فكرة وجود مخاطر أمنية حال الانسحاب من محور فيلادلفيا ومعبر رفح، إذ يؤكد على أن “المخاطر الأمنية التي قد يفرضها الانسحاب الإسرائيلي ليست غير قابلة للحل.
فالانسحاب لا يعني بالضرورة أن إسرائيل لن تتمكن من إحباط الهجمات أو التهريب وفق تقدير المعهد.
ويستشهد بما يحدث منذ سنوات عديدة في المناطق (أ) في الضفة الغربية التي تعد رسميا تحت المسؤولية الأمنية للسلطة الفلسطينية لكن ينفذ جيش الاحتلال عمليات عسكرية عدة فيها.
ومن هذا المنطلق يدعو المعهد إلى إعطاء الأولوية لملف الأسرى قائلا “إن قضية المختطفين هي في المقام الأول إنسانية وأخلاقية”.
وتابع: “إن طرح محور فيلادلفيا ومعبر رفح كقضيتين غير قابلتين للتفاوض أمر خاطئ من الناحية الأخلاقية”، ورأى أن “اعتراض نتنياهو على انسحاب الجيش من المحور والمعبر هو ذريعة لرفض الصفقة أكثر من كونه حجة مشروعة ذات وزن”.
المصدر: https://2h.ae/VlhU
مصر: الكل يعلم الجهد الذي قمنا به لتدمير الأنفاق مع غزة
وتزامناً مع لإطلاق المعهد الإسرائيلي للسياسة الخارجية الإقليمية “ميتفيم” دراسة عن أهمية الأنفاق الحدودية في محور فيلادلفيا من الناحيتين العسكرية والاقتصادية، بالنسبة لحركة حماس، وجهت مصر مجددا سهام انتقاداتها إلى إسرائيل، مشددة على أنها ماضية في بث الأكاذيب.
وأكد وزير الخارجية بدر عبدالعاطي خلال مؤتمر صحافي مشترك مع نظيره الدنماركي الاثنين الماضي أن “الكل يعلم الجهد الذي قامت به مصر لمحاربة الإرهاب وتدمير الأنفاق على الحدود مع قطاع غزة”، و”كلما اقتربنا من اتفاق في غزة، ونواجه سياسات استفزازية لا تستهدف سوى مزيد من التصعيد”.
“أكاذيب“
كما شدد على أن “الأكاذيب التي يتم ترديدها تهدف إلى تشتيت الانتباه عن التوصل لصفقة تضمن وقف إطلاق النار وإطلاق سراح الأسرى ونفاذ المساعدات من غزة”
وتابع “أنفقنا مبالغ ضخمة لإنشاء سياج أمني وتدمير الأنفاق عند الحدود مع قطاع غزة “مشددا على أن “الادعاء بدخول السلاح لغزة من جهتنا محض أكاذيب”.
في إشارة إلى التصريحات الأخيرة التي أطلقها رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، وأوضح أن مصر دولة مسؤولة تعي واجباتها.
وختم مؤكدا أن مصر ستستمر في بذل الجهد الممكن لقيادة العملية التفاوضية قائلا “لن نيأس حتى يتم وقف العدوان على غزة”.
وكانت مصر التي ترعى مع الولايات المتحدة وقطر جهود المفاوضات الرامية إلى وقف النار في غزة وتبادل الأسرى بين إسرائيل وحماس اتهمت أكثر من مرة نتنياهو بعرقلة تلك الجهود عبر تعنته.
كما انتقدت تمسكه بالسيطرة العسكرية على معبر رفح الحدودي مع القطاع الفلسطيني المدمر وممر فيلادلفيا (محور صلاح الدين) فضلا عن ممر نتساريم ما عقد المحادثات الجارية منذ أشهر.
ويشار إلى أن هذا الغضب المصري نابع من تعنت نتنياهو وتمسكه بالتواجد العسكري في غزة وعلى حدود القطاع مع مصر إذ رفض مرارا وتكرارا في السابق التخلي عن هذا المطلب.
كما لم يقبل أيا من الحلول البديلة التي عرضت عليه من ضمنها خطة انتقالية قدمتها واشنطن أواخر مايو.
فيما واجه رئيس الوزراء المأزوم ولا يزال إلى جانب الامتعاض المصري والأميركي على السواء ضغوطات في الداخل الإسرائيلي.
المصدر : https://2h.ae/deCF
الأنفاق وفيلادلفي: ماذا نعرف عن أسباب وتداعيات التوتر بين مصر وإسرائيل بسبب الحدود مع غزة؟
وكان الفريق أحمد خليفة رئيس أركان القوات المسلحة المصرية أجرى زيارة نادرة الأربعاء الماضي لتفقد الوضع الأمني على الحدود مع قطاع غزة، وذلك في اليوم التالي لإعلان رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو عن نيته استمرار القوات الإسرائيلية في السيطرة على طول حدود غزة مع مصر يما فيها محور فيلادلفي وكذلك معبر رفح بعد الاستيلاء عليه في مايو/أيار واتهامه مصر بأنها لم تقم بما يكفي لمنع وصول السلاح عبر الانفاق لقطاع غزة.
رئيس الأركان المصري أعلن من مسافة أمتار من الجدار الفاصل بين القوات المصرية والقوات الإسرائيلية أن المهمة الأساسية للقوات المسلحة المصرية هي حماية حدود الدولة في جميع الاتجاهات الاستراتيجية. وقال إن: “القوات المسلحة قادرة على الدفاع عن حدود الوطن جيلاً بعد جيل”.
رسالة فهمها البعض على أن مصر نشرت قوات على الأرض في سيناء على طول حدودها مع غزة ردا على وجود إسرائيل العسكري في محور فيلادلفي الذي انسحبت منه عام 2005 وأن تجاهل بنود الاتفاق قد يواجه بتجاهل مصري مشابه.
تقول إسرائيل إن القوات الإسرائيلية كشفت عن العديد من الأنفاق في المنطقة بينما تنفي مصر أن تكون هناك أي أنفاق تصل بين الجانبين معتبرة التصريحات الإسرائيلية تهدف لاستمرار القوات في المحور وإفساد أي اتفاق لوقف إطلاق للنار وتبادل المحتجزين.
فكيف يرى الجانبان المصري والإسرائيلي التطورات الأخيرة عند محور فلاديلفي ومعبر رفح في ظل وضع متأزم للغاية القى بظلال كثيفة على فرص التوصل لوقف لإطلاق النار في غزة؟
اتفق الخبيران العسكريان على أن هناك عدة رسائل حملتها زيارة رئيس أركان الجيش المصري للحدود مع غزة أهمها “أن مصر جادة فيما تقول وأنها لن تقبل بمخالفة إسرائيل لالتزاماتها مع مصر”.
سمير فرج وهو لواء سابق ومدير إدارة الشؤون المعنوية بالجيش المصري قال ي إن هناك عدة رسائل أرادتها القاهرة من وراء الزيارة التي قام بها ثاني أرفع مسؤول عسكري بالجيش إلى الحدود.
وأوضح أن الرسالة الأولى هي “للجندي المصري الموجود على خط الحدود حيث نقول له إن رئيس الأركان جاء بنفسه ليطمئن عليك وعلى أوضاعك وأنك تفهم وتعرف مهمتك جيدا”.
والرسالة الثانية بحسب فرج هي “لطمأنة الشعب المصري بأن حدوده مؤمنة جيدا وأن رئيس الأركان وكبار القادة راجعوا الخطط الدفاعية عن تلك الحدود”.
أما الرسالة الثالثة فقال إنها “إلى من يهمه الأمر ليعرف أن الجيش المصري جاهز لتأمين حدود مصر في الاتجاه الشمالي الشرقي”.
أما كوبي لافي مستشار وزارة الدفاع في إسرائيل سابقا فقال إن زيارة رئيس أركان الجيش المصري تمت لأربعة أسباب الأول “أن مصر تقول لحماس إنها تفعل ما تقوله وأنها جادة فيه وأنها لا تريد من إسرائيل أن تخترق القوانين وتتواجد بقواتها في معبر رفح أو محور فيلادلفي”.
والسبب الثاني “إرسال رسالة بأن عودة محور فيلادلفي لقبضة حماس لا يعني السماح لها بحفر أنفاق جديدة وأن مصر لن تقبل ذلك” مشيرا إلى أن تواجد رئيس الأركان بنفسه في تلك المنطقة معناه أن مصر ستبذل ما بوسعها لرفض الوجود الإسرائيلي بها ولكن في الوقت ذاته لن تقبل المساس بالأمن القومي المصري من جانب حماس.
وأوضح أن السبب الثالث هو أن مصر تقول للولايات المتحدة والدول الفاعلة في ملف الصراع العربي الإسرائيلي إن القاهرة لا تقبل بالوجود الإسرائيلي في معبر رفح ولا محور فيلادلفي لأن هذا يتعارض مع الاتفاقيات المبرمة في هذا الشأن.
وشدد على أن السبب الرابع هو إرسال رسالة لإسرائيل مفادها أن مصر لن تقبل بوجود قوات إسرائيلية في رفح ولا فيلادلفي وأن هذا يخالف الاتفاقيات المبرمة ومثلما القاهرة ملتزمة بالاتفاقيات فيجب على إسرائيل الالتزام بها هي الأخرى.
وتسيطر إسرائيل على محور فيلادلفي الذي يعد منطقة عازلة ذات خصوصية أمنية كما يمثل ممرا ثلاثي الاتجاهات بين مصر وإسرائيل وقطاع غزة يمتد على مسافة 14 كيلومترا وترفض الانسحاب منه.
جغرافياً يمتد هذا الشريط الحدودي بين مصر وقطاع غزة، من البحر المتوسط شمالا وحتى معبر كرم أبو سالم جنوبا.
وتؤمن إسرائيل بأن هذا المحور الحدودي مع مصر هو بوابة حماس الرئيسية للحصول على الأسلحة المهربة عبر أنفاق تمُرّ تحته لكن مصر ترى أن حدودها تحت السيطرة ولا أنفاق ولا تهريب يمر عبر أراضيها.
ما سبب الجدل حول الأنفاق برغم التأكيد المصري على تدميرها بالكامل من جانبها؟
قال سمير فرج إن إسرائيل تستخدم قضية الأنفاق ك”حجة” من أجل تعطيل اتفاق الهدنة ومحاولة إيجاد سبب أو مبرر يغطي على تهربها من هذا.
وأوضح أن مصر منذ تولي الرئيس عبد الفتاح السيسي الحكم قبل 10 سنوات كانت أولويتها الأولى هي تأمين الحدود المصرية حيث كان يوجد 2,000 نفق بين مصر وغزة وخلال عامين تمت إزالة هذا العدد من الأنفاق بالكامل لحماية الأمن القومي المصري.
وتابع أنه الأكثر من ذلك أنه كانت هناك مدينة رفح المصرية ومدينة رفح الفلسطينية وكانتا متواصلتين معا عبر الأنفاق فقامت السلطات المصرية بنفل سكان رفح المصرية إلى مكان آخر وتمت إزالة مدينة رفح المصرية بالكامل والقضاء على الأنفاق الواصلة إلى رفح الفلسطينية.
وشدد على أن إسرائيل تعلم ذلك جيدا وكانت تتابعه عبر الأقمار الصناعية كما أن السلطات المصرية كانت تنسق معها أحيانا خلال عمليات إغلاق الأنفاق من أجل إدخال قوات أو معدات لهذا الغرض وحينما دخلت قوات إسرائيل أنفاقا في محور فيلادلفي من الجانب الفلسطيني وجدتها مغلقة من الجانب المصري.
فيما قال كوبي إن الأنفاق فعلا تم إغلاقها من الجانب المصري لكنها تظل موجودة من الجانب الفلسطيني، وفي أي وقت تستطيع حماس إذا سيطرت على المنطقة أن تغير مسار كل نفق إل بعيد على الفتحة التي أغلتها مصر وتفتح له فتحة جديدة وتستخدمه في التهريب ومن ثم فإسرائيل متخوفة من ذلك.
ولكن سمير فرج قال إن هذا مستحيل لأن مصر وضعت مواد بناء شديدة الصلابة على طول الحدود بينها وبين غزة.
إلا أن لافي أوضح أنه وفقا للمعلومات المتاحة أن مصر اكتفت فقط بإغلاق فتحات الأنفاق من جانبها ولم تعمل على تبطين كامل الحدود بمواد البناء ويمكن لحماس تغيير مسار الأنفاق يمينا أو يسارا أو حتى أسفل وعمل فتحات جديدة.
وكان بيان سابق للهيئة العامة للاستعلامات الجهاز الحكومي المسؤول عن الإعلام الأجنبي في مصر نفى ما تردد حول وجود عمليات تهريب للأسلحة والمتفجرات إلى قطاع غزة من الأراضي المصرية عبر أنفاق.
وأشار البيان آنذاك إلى الجهود المصرية للقضاء علي هذه الأنفاق حتى تم القضاء على 1,500 نفق كانت تستخدم لتهريب المقاتلين والأسلحة لتنفيذ عمليات إرهابية في سيناء ذلك عقب الإطاحة بنظام الإخوان المسلمين عام 2013 و حتى عام 2020 كما تم عمل منطقة عازلة بطول 5 كيلومترات من مدينة رفح المصرية و حتى الحدود مع غزة.
هل تقود التوترات بين مصر وإسرائيل إلى خطر المواجهة العسكرية بين الطرفين؟
أكد سمير فرج بشكل قاطع أنه “لن تقع مواجهة عسكرية بين مصر وإسرائيل والجهود الدبلوماسية تبذل لتنفيذ اتفاقية السلام والالتزام بها بشكل كامل”.
في 25 مارس آذار عام 1979 وقعت مصر مع إسرائيل معاهدة أكدت فيها الدولتان التزامهما “بإطار السلام في الشرق الأوسط المتفق عليه في كامب ديفيد” المؤرخ في 17 سبتمبر أيلول 1979.
تمنع الاتفاقية التهديد باستخدام القوة أو استخدامها بين طرفيها وتلزمهما بحل كافة المنازعات التي تنشأ “بالوسائل السلمية”.
ونظمت الاتفاقية التاريخية كذلك شكل الوجود العسكري على الحدود بين البلدين وشُكلت بموجبها لجنة تنسيق عسكرية مشتركة.
وبموجب ملحق معاهدة السلام المصرية الإسرائيلية فإن محور فيلادلفي هو منطقة عازلة كان يخضع لسيطرة وحراسة إسرائيل قبل أن تنسحب الأخيرة من قطاع غزة عام 2005 فيما عرف بخطة “فك الارتباط”.
وأوضح أنه في حال أصرت إسرائيل على مخالفة التزاماتها مع مصر فإن القاهرة “لن تلجأ لتجميد اتفاقية السلام كليا ولكن قد تلجأ زيادة قواتها على الحدود أو تجميد التنسيق العسكري معها وهناك مليون طريقة أخرى بعيدا على المواجهة العسكرية”.
فيما قال لافي إنه في رأيه لا يعتقد أن يصل الأمر بين مصر وإسرائيل إلى مواجهة عسكرية وقال:” مصر وإسرائيل وقعتا في فخ نصبته لهما حماس وإيران لأنهما المستفيدان من أن تتقاتل الدولتان،” حسب وصفه.
وأكد أن “من مصلحة مصر وإسرائيل عدم بقاء حماس في محور فيلادلفي ولكن مصر لا تستطيع أن تقول ذلك بصوت عال مثل ما تقوله إسرائيل” وفق تعبيره.
هل تتأثر مفاوضات الهدنة بإصرار مصر وحماس على رفض أي وجود إسرائيلي في ممر فيلادلفيا ومعبر رفح؟
قال سمير فرج إن حماس تصر على انسحاب إسرائيل من كامل أراضي غزة بما فيها فيلادلفي كمبدأ ترتكز عليه مفاوضات وقف إطلاق النار “وهذا حقها لأن هذه أرضها” مشيرا إلى أن إسرائيل من جانبها لا تريد الانسحاب قبل الإفراج عن جميع رهائنها لدى حماس وهذا كله بالطبع يهدد بعدم إتمام مفاوضات الهدنة من الأساس.
من جانبه قال لافي “بالتأكيد هذا يعوق جهود التوصل لهدنة لأن حماس لا تريد السلام ولا التهدئة بسبب أن ذلك يتعارض مع مصلحة إيران”.
وشدد على أن “إسرائيل متخوفة من أن تترك محور فيلادلفي فتقوم حماس بإعادة تشغيل الأنفاق وتهريب الرهائن الإسرائيليين عبرها إلى إيران وسيكون هذا فشل استخباراتي وعسكري إسرائيلي كبير”.
وبحسب لافي “لهذا السبب تصر إسرائيل على الإفراج عن جميع الرهائن قبل التفاوض على مطالب حماس بشأن الانسحاب من فيلادلفي وبقية أراضي غزة”.
وفشلت أشهر من المحادثات المتقطعة في إنهاء الحرب الإسرائيلية المدمرة في غزة أو تحرير الرهائن المتبقين الذين احتجزتهم حماس منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول.
وهناك خلافات بشأن مقترحات جديدة تتضمن تسويات بشأن نقاط عالقة مثل كيفية تأمين المناطق الرئيسية وعودة النازحين الفلسطينيين إلى شمال غزة.
ما مدى انفتاح مصر وإسرائيل على أي حلول وسط لتهدئة التوترات بينهما؟
أوضح سمير فرج أن مصر هي المتضرر الأول مما يحدث في غزة من جانب إسرائيل والأمن القومي المصري بات في خطر حقيقي ولذلك فمصر مع أي حل حقيقي يؤدي لتهدئة الأوضاع على حدودها.
وأشار إلى أن المسألة حاليا في يد الرئيس الأميركي وقدرته في الضغط على نتنياهو من أجل الانسحاب الكامل من غزة ومحور فيلادلفي وفق مطالب حماس وبالتالي وقتها ستنجح المفاوضات في وقف إطلاق النار وتختفي التوترات بين القاهرة وإسرائيل.
من جانبه أكد كوبي لافي أنه إذا كان هناك مقترح أو حل وسط يحقق المطالب الأمنية لإسرائيل فلن ترفضه لتهدئة التوترات مع مصر، لأن إسرائيل لا ترى مصر عدوا لها، بل على العكس من ذلك تتعايش مع مصر جنبا إلى جنب منذ عقد اتفاقية السلام قبل 40 عاما ولم تتقاتل معها منذ هذا التاريخ ولا تريد ذلك.
المصدر: https://2h.ae/XYGB
لماذا يصر نتنياهو على البقاء بمحور فيلادلفيا رغم الضغوط؟
يواصل رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو التمسك ببقاء الجيش الإسرائيلي في منطقة فيلادلفيا الحدودية بين قطاع غزة ومصر مدعيا أن هذه المنطقة تشكل “أنبوب أكسجين” لحركة المقاومة الإسلامية (حماس) تستخدمه لتهريب الأسلحة.
وقد زاد من تشدده الأشهر الأخيرة، متحديا الولايات المتحدة ومصر اللتين ترفضان وجود إسرائيل هناك. ويواجه نتنياهو معارضة داخلية ترى أن هذا التشبث يأتي على حساب حياة الأسرى الإسرائيليين المحتجزين لدى حماس.
ويعود تشبث نتنياهو بهذا المحور إلى قناعة قديمة لديه بأهمية هذه المنطقة الأمنية إذ كان قد عارض عام 2005 خطة الانسحاب الإسرائيلي من قطاع غزة واعتبر أن خروجهم من محور فيلادلفيا في ذلك الوقت فتح الطريق لحركة حماس لتسليح نفسها.
ويعتبر هذا المحور حاليا إحدى النقاط الخلافية الأساسية في المفاوضات غير المباشرة بين إسرائيل وحماس التي تجري بوساطة مصر وقطر وبدعم أميركي للتوصل إلى اتفاق لتبادل الأسرى ووقف إطلاق النار.
“البقاء في محور فيلادلفيا“
وأشار نتنياهو مؤخرا إلى أن أهداف الحرب على غزة مرتبطة بالبقاء في محور فيلادلفيا، مؤكدا أن الجيش لن ينسحب منها أبدا. لكن هذا الموقف يتعرض لانتقادات حادة من قبل المعارضة ومسؤولين أمنيين، إذ يرون أن إصراره على البقاء في المحور يعرقل إبرام أي اتفاق لتبادل الأسرى وذلك خوفا من انهيار ائتلافه الحاكم وفقدانه منصبه.
في الوقت نفسه يهدد وزراء اليمين المتطرف مثل إيتمار بن غفير وبتسلئيل سموتريتش، بالانسحاب من الحكومة إذا تم الاتفاق على أي تسوية تنهي الحرب مما يزيد من تعقيد الوضع السياسي في إسرائيل.
ويوضح تحليل الخبراء السياسيين أن تشبث نتنياهو بمحور فيلادلفيا ينبع من دوافع سياسية وإستراتيجية.
فمن الناحية السياسية يسعى نتنياهو لاستثمار هذا المحور كعنصر غير قابل للتنازل في المفاوضات إذ يعلم أن حماس والوسطاء لن يقبلوا بتقديم تنازلات كبيرة بشأنه مما يعرقل التوصل إلى صفقة قد تهدد مستقبله السياسي.
أما من الناحية الإستراتيجية فيرى نتنياهو أن البقاء في محور فيلادلفيا ضروري لمنع إمدادات الأسلحة لحماس التي يُزعم أنها تتم عبر أنفاق تحت المحور.
بالإضافة إلى ذلك يهدف رئيس الوزراء إلى السيطرة الكاملة على غزة من خلال إحكام قبضته على الضلع الرابع للقطاع، المتمثل في فيلادلفيا بعدما أحكمت إسرائيل سيطرتها على الحدود الشمالية والشرقية والبحرية للقطاع.
ويعد معبر رفح الذي يقع ضمن المحور هدفا أساسيا أيضا لنتنياهو في مساعيه لتقويض حماس من خلال منعها من السيطرة على هذا المعبر الحيوي الذي يدر عليها إيرادات مالية حسب تصوره.
وبالرغم من الضغوط الداخلية والخارجية على نتنياهو فإن فرص الانسحاب الإسرائيلي من محور فيلادلفيا تبدو ضئيلة في هذه المرحلة التي يصر فيها نتنياهو على أن هذه القضية تشكل جزءا أساسيا من الأمن القومي الإسرائيلي ولا يمكن التنازل عنها.
المصدر: https://2h.ae/jogi
رئيس جهاز الشاباك السابق يهاجم نتنياهو: مصر أغرقت الأنفاق بطلب من إسرائيل وتهريب الأسلحة قليل جدا
شخصية جديدة في إسرائيل تنضم إلى قافلة المنددين بسياسة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو التي تصر على السيطرة على محور فيلادليفا وتعرقل صفقة تبادل الأسرى مع حركة حماس، كما يرون.
هاجم الرئيس السابق لجهاز الأمن العام “الشاباك” في إسرائيل نداف أرغمان رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو وقال إنه لا توجد صلة بين تهريب الذخيرة إلى غزة ومحور فيلادلفيا كما يؤكد الأخير.
وقال أرغمان في مقابلة مع “القناة 12” الإسرائيلية إن خطاب نتنياهو كان “فارغاً ولم يكشف الحقيقة بشأن ما يحدث في غزة”.
وأضاف أن فيلادلفيا أي الحدود بين غزة ومصر ليس سوى وسيلة لمحور نتنياهو ووزير ماليته بتسلئيل سموتريتش للحفاظ على “الحكومة المسيحيانية والخطيرة”.
وأوضح: “كان هناك تهريب عبر الأنفاق بين قطاع غزة ومصر حتى عامي 2016 و2017 لكن مصر وبناءً على طلب من إسرائيل أغرقت الأنفاق بمياه البحر ودمرتها”.
وتابع: “منذ بداية العملية المصرية لم يتم إدخال سوى كميات قليلة جداً من الأسلحة إلى غزة عبر المحور” مضيفا أن “غالبية عمليات تهريب الأسلحة تحدث عبر معبر رفح”.
“يجب وقف القتال في غزة“
وأكد رئيس جهاز الأمن السابق أن القتال يجب أن يتوقف في قطاع غزة وينبغي الوصول إلى اتفاق وقف إطلاق النار لإنقاذ الأرواح.
وأضاف: “عودة الرهائن أهم من سواها والقضاء على يحيى السنوار (قائد حركة حماس) ضروري لكنه غير كاف”.
“يحذر من انقسام في المجتمع الإسرائيلي“
وحذر رئيس جهاز الأمن السابق من أنه في حال عدم عودة المحتجزين، مؤكدا أنه “سيكون هناك انقسام لا يحتمل (داخل المجتمع الإسرائيلي) لسنوات طويلة”.
وهاجم أرغمان بشدة وزير الأمن القومي الإسرائيلي المتطرف بن غفير وزميله سموتريتش.
وقال إنهما “لم يلتحقا بأي كلية تتعامل مع الاستراتيجية والأمن ومع ذلك يعتقدان أنهما يعرفان ما يجب القيام به”.
وبعد اندلاع الحرب بين إسرائيل وحركة حماس في 7 أكتوبر/ تشرين الأول تصاعدت حدة الانتقادات لأداء نتنياهو في إدارة الحرب وفشله في استعادة المحتجزين من غزة رغم الحرب الضروس التي شنها على القطاع.
المصدر: https://2h.ae/Pjal