فضيحة أولمبياد باريس.. اللواءات يسيطرون على الاتحادات الرياضية في مصر

فضيحة أولمبياد باريس.. اللواءات يسيطرون على الاتحادات الرياضية في مصر
إخفاقات وفضائح خلفتها البعثة المصرية في أولمبياد باريس 2024 والتي شملت هزائم رياضية وسقطات أخلاقية وفشلا تنظيميا.
الفشل الكبير في أولمبياد باريس أحدث غضبا عارما في الأوساط الشعبية والسياسية داخل الشارع المصري وسط مطالبات بفتح الملفات كافة وتطبيق عقوبات قاسية في حق كل من أساء لمصر من لاعبين وإداريين سواء أخلاقيا أو رياضيا.
وقد شاركت البعثة المصرية بأكبر عدد من اللاعبين على مدار تاريخها في الدورات الأولمبية في باريس 2024 بواقع 148 لاعبا ولاعبة أساسيا و16 لاعبا احتياطيا بإجمالي 164 لاعبا.
وكان رئيس النظام عبد الفتاح السيسي قد التقى بجميع أعضاء البعثة الأولمبية قبل مغادرتها وتحدث معهم عما أطلق عليه الحفاظ على صورة مصر الأمر الذي جاء بصورة عكسية تماما.
وجاء ذلك بعد أن أسند السيسي مهمة تولي رئاسة الاتحادات الرياضية المصرية إلى كبار العسكريين ما فتح تساؤلات عن مدى كفاءة اللواءات لتلك المهمة ولماذا أطلق السيسي أيديهم بهذا الشكل في جميع قطاعات الرياضة؟ وما تداعيات تلك الحالة على نتائج البعثة الأولمبية التي مثلت نموذجا لفشل إدارة العسكريين.
فضائح مصرية في اولمبياد باريس
فجر 9 أغسطس/ آب 2024 أوقفت الشرطة الفرنسية لاعب المصارعة الرومانية محمد إبراهيم وشهرته “كيشو” ضمن وفد البعثة الأولمبية المصرية المشاركة في أولمبياد باريس.
كان سبب التوقيف اعتداء اللاعب المصري جنسيا على مواطنة فرنسية في إحدى الحانات وفق ما أفاد مكتب المدعي العام الفرنسي.
لكن فوجئ الرأي العام بعدها بيوم بإعلان وزارة الشباب والرياضة المصرية براءة المصارع الأولمبي من تهمة التحرش بعد أن تم حفظ التحقيق في الواقعة والإفراج عن اللاعب من قسم الشرطة بباريس.
وقالت الوزارة في بيان رسمي عبر موقعها “حصل المصارع الأولمبي محمد إبراهيم كيشو على الإفراج من الشرطة الفرنسية لعدم ثبوت تهمة التحرش بفتاة فرنسية كما ادعت عليه”.
وتابع البيان “تم حفظ التحقيقات بشكل نهائي لعدم وجود أي أدلة تدين اللاعب حيث تم تفريغ الكاميرات في مكان الواقعة ولم تجد جهات التحقيق الفرنسية أي فعل مشين من اللاعب المصري تجاه الفتاة”.
واستطرد البيان “تتجه النية لدى لجنة الهيئات والأندية والقيم برئاسة اللواء شريف القماطي لتحويل مسار التحقيقات من الاتهام الباطل بالتحرش من فتاة فرنسية كما ادعت من قبل إلى تهمة الخروج من القرية الأولمبية وعدم العودة بعد نهاية المباراة النهائية في ميزانه والتي خرج لمشاهدتها ولم يعد ولم يلتزم بموعد عودته للقرية الأولمبية في باريس”.
فضائح الإخفاق الرياضي
وبعيداً عن الفضيحة الأخلاقية للمصارع المصري فقد كانت المشاركة المصرية محبطة رياضياً للشارع المصري بدرجة كبيرة خاصة أن الوعود كانت كبيرة بالحصول على 10 ميداليات أولمبية في باريس على أقل تقدير ولكن المحصلة كانت ميدالية واحدة برونزية وهو اخفاق كبير لبعثة مصر الأكبر عدداً وتنوعاً في مختلف الألعاب مقارنة مع كافة الدول العربية وقد نجحت المغرب والجزائر وتونس والبحرين في الحصول على ميداليات أكثر من مصر كماً ونوعاً وحققت بعثاتها نجاحات كبيرة.
البداية كانت في أزمة الدراجة المصرية شهد سعيد التي كانت من المفروض أن تمثل مصر في الأولمبياد قبل أن تعلن اللجنة الأولمبية استبعادها من المشاركة قبل 10 أيام من انطلاق الألعاب.
وكان اختيار اللاعبة المصرية شهد سعيد للمشاركة في الألعاب الأولمبية باريس 2024 قد أثار جدلا واسعا وضجة في مصر.
وقبل 3 أشهر انتشر مقطع فيديو يوثق لحظة قيام شهد سعيد بإسقاط زميلتها جنة عليوة لمنعها من الدخول في المركز الثالث في سباق بطولة الجمهورية وانتزاع الميدالية البرونزية بدلا منها.
وقد تسبب الاعتداء حينها في إصابة جنة عليوة بكسور في أنحاء مختلفة من جسمها وارتجاجا في المخ.
فضيحة الوزن الزائد
بعدها جاءت قضية “الوزن الزائد” حيث حُوّلت الملاكمة المصرية يمنى عياد للتحقيق عقب استبعادها السبت من أولمبياد باريس 2024 بسبب زيادة وزنها بحسب ما قال عبد العزيز غنيم رئيس اتحاد الملاكمة لوكالة فرانس برس.
وكان من المقرر أن تلتقي عياد مع الأوزبكية نيغينا أوكتاموفا ضمن منافسات وزن 54 كغ، قبل أن تُستبعد بسبب زيادة وزنها عن الوزن القانوني للمنافسة.
وأظهر ميزان اللاعبة زيادة بمقدار 700 غرام عن الوزن القانوني ليتم استبعادها واعتبارها منسحبة.
المبارزة خلال الحمل
الضربة الأخرى للبعثة جاءت عندما كشفت المصرية ندى حافظ عن مشاركتها في منافسات السيف العربي بالمبارزة في باريس وهي حامل في شهرها السابع.
هذه القضية أغضبت المصريين بسبب خطورة الأمر وإهمال المشرفين على البعثة عن قضية حساسة مثل هذه.
وكانت المبارزة المصرية قد أعلنت بشكل مفاجئ، بعد تقديمها أداء طيبا وخروجها لاحقا من المنافسات إنها حامل بالشهر السابع.
الفضيحة الكروية أمام المغرب
وجاءت الهزيمة القاسية أمام المنتخب الاولمبي المغربي لكرة القدم بسداسية نظيفة في مباراة المنافسة على البرونزية والتي وصفها المصريون بـ”الفضيحة” لترفع من حدة الغضب في مصر خاصة أن كرة القدم لعبة شعبية وتلقى متابعة واهتمام الملايين.
كما أن الهزيمة الثقيلة أمام منافس عربي كان في المتناول “نظرياً على الرغم من أفضليته” أو على أقل تقدير عدم السقوط أمامه بهذه النتيجة الكارثية لتجعل الغضب مضاعفاً في مصر.
وتعهد وزير الشباب والرياضة المصري أشرف صبحي بمعاقبة كافة الاتحادات الرياضية التي أخفقت في الأولمبياد ولم تف بوعودها خاصة أن مصر أنفقت ما يقرب من مليار ونصف المليار جنيه من أجل اعداد اللاعبين في مختلف اللعبات قبل بداية الأولمبياد على أمل حصد عدد من الميداليات والظهور بصورة مشرفة للتاريخ الرياضي والأولمبي المصري.
المصدر: https://2h.ae/fHSc https://2h.ae/FHnr
سيطرة اللواءات على المنظومة الرياضية في مصر
وتتشكل سيطرة العسكريين على الهيئات الرياضية بتولي اللواء جلال علام رئاسة الاتحاد المصري لكرة القدم.
فيما يشغل اللواء شريف القماطي منصب رئيس الاتحاد المصري للتجديف وكذلك اللواء محمد محمود رئيس الاتحاد المصري للمصارعة.
إضافة إلى تولي اللواء حازم الدمهوجي رئاسة الاتحاد المصري للخماسي الحديث (رياضة مركبة تتكون من 5 لعبات يمارسها لاعب واحد).
كما يرأس اللواء حازم حسني الاتحاد المصري للرماية فيما يرأس اللواء أيمن شويتة الاتحاد المصري لرياضة “الكانوي والكاياك” وأخيرا اللواء محمود بركات رئيس الاتحاد المصري للقوة.
والملاحظ أن معظم الاتحادات التي تولاها عسكريون حققت خسائر كبيرة باستثناء الخماسي الحديث حيث نجح اللاعب المصري الأسطوري في تلك اللعبة أحمد الجندي في إحراز الذهبية الوحيدة لمصر يوم 10 أغسطس 2024.
وقد أنقذ الجندي اتحاد الخماسي من مهزلة بعدما استبعدت المصرية سلمى أيمن من المنافسات بعد سقوطها من فوق جوادها.
لكن على مستوى المصارعة الرومانية والحرة وهي من الألعاب التي تميزت بها مصر تاريخيا كان الفشل ملحوظا.
إذ شاركت مصر في أولمبياد باريس بقائمة تضم 11 لاعبا ولاعبة معظمهم ودع المنافسات من المباراة الأولى.
وقد هزم اللاعب محمد إبراهيم “كيشو” لعدم التكافؤ كذلك غادر “جمال عبد الناصر” الذي هزم بـ “لمس الاكتاف”.
إضافة لمحمود خالد الذي هزم “9 مقابل صفر”، و”مؤمن ربيع” خسر “6 – 2″، ثم تأهل إلى الترضية ولعب على البرونزية وخسر “12-1”.
ومحمد مصطفى خسر لـ “عدم التكافؤ”، بينما خسرت “ندى مدنى” بنتيجة “7-2″، ومحمد جبر الذي خرج من دور قبل النهائي بخسارة “6-0”.
ويأتي ذلك بعد أن أعطى رئيس اتحاد المصارعة اللواء محمد محمود وعدا قبل انطلاق الأولمبياد بحصول مصر على عدد مناسب من الميداليات.
المنظومة الرياضية في مصر تحت قصف «هزائم الأولمبياد»
أرجع الناقد الرياضي حسن المستكاوي ما عدّه «الغضب الشعبي» إلى «تكرار الأخطاء نفسها منذ عقود دون العمل على محاولة إصلاحها» وقال إن «التصريحات الإعلامية غير المنضبطة من المسؤولين ورفع سقف التوقعات بأعداد الميداليات المتوقعة ومشاهدة حصول دول صغيرة على ميداليات ذهبية أمور زادت من حالة الاحتقان التي لا يمكن إنكارها».
وأضاف أن «جزءاً من المشكلة مرتبط بعدم العمل على معالجة الخلل الموجود في المنظومة الرياضية بصورة كاملة، وعدم القدرة على الاستفادة مما تحقّق من ميداليات في دورة طوكيو»، مشيراً إلى «غياب منظومة الإدارة الجيدة بصفة شبه كاملة حتى عن الألعاب التي تشهد تميّزاً سواء كانت فردية أو جماعية».
وهو رأي يدعمه مدرس الإعلام في جامعة حلوان الدكتور محمد فتحي الذي يلفت إلى أن الاحتقان موجه ضد «المسؤولين المرافقين للبعثة وليس اللاعبين» مشيراً إلى أن «مشاركات اللاعبين تنقسم إلى ثلاث فئات الأولى مرشحة لحصد ميداليات بناءً على ترتيبها ونتائجها السابقة والثانية مرشحة لتحقيق مفاجآت والثالثة تشارك من أجل اكتساب الخبرة».
وقال إن «النتائج المحقّقة جاءت أسوأ بكثير من المتوقع، بالتزامن مع محاولة بعض المسؤولين إبراز أنفسهم عبر وسائل الإعلام المختلفة ودورهم في تأهيل اللاعبين للمشاركة» مرجعاً الأمر إلى «غياب المنظومة الاحترافية القادرة على صناعة أبطال رياضيين».
وحظي وسم «البعثة المصرية» بتفاعل كبير ضمن قائمة الأكثر تداولاً عبر «إكس» الجمعة الماضية مع آلاف التغريدات التي تطالب بـ«وقفة» تجاه ما وصفه بعض المتابعين بـ«الفضائح» التي صاحبت نتائج المسابقات المختلفة.
وسخر عدد من المتابعين من حصيلة البعثة من الميداليات بصورة ساخرة مع تحقيق «برونزية» وحيدة حتى الآن للاعب السلاح محمد السيد.
ويبدي المستكاوي تعجبه من «استمرار تحقيق النتائج والإخفاقات نفسها لبعض الفرق ومن بينها فريق كرة اليد، الذي لا يشهد تطوراً في المستوى وفي كل نسخة يكون قاب قوسين أو أدنى من تحقيق ميدالية ويتعثّر بالسيناريو نفسه» ولفت إلى «وجود مشكلة في استنزاف طاقة اللاعبين ولياقتهم في وقت مبكر بالمباريات المهمة الأمر الذي يعرّضهم للتعثر في الوقت الأخير وهو ما برز بصورة واضحة في لعبتي كرة اليد والقدم».
بينما أشار فتحي إلى غياب لاعبين كان يُتوقع حصدهم ميداليات على غرار العداءة بسنت حميدة التي غابت بسبب الإصابة وقال إن «غالبية الرياضيين اشتكوا بصورة أو بأخرى من غياب الدعم وعدم وجود مدربين برفقتهم لفترات كافية بالإضافة إلى صعوبة حصولهم على معسكرات وفرص تدريبية قبل الأولمبياد مع اعتمادهم على المجهود الفردي بصفة كبيرة».
المصدر: https://2h.ae/RFfy
من سيدفع فاتورة فضائح البعثة المصرية في باريس؟
على وقع النتائج والأداء المخيب للآمال تحدث وزير الشباب والرياضة أشرف صبحي الذي نالته انتقادات لاذعة عن فتح تحقيق للاتحادات الرياضية كافة التي خرجت من الأولمبياد بهزائم ثقيلة.
لا سيما أن مصر أنفقت مليارا ونصف المليار جنيه لإعداد اللاعبين والمدربين لخوض تلك الفعالية الكبرى التي تعقد كل 4 سنوات.
وفي 10 أغسطس شن أعضاء البرلمان المصري هجوما شرسا على نتائج البعثة المصرية المشاركة في أولمبياد باريس.
وأشار النواب إلى أن الفشل الذي حدث لممثلي البعثة يمثل إهدارا للمال العام مطالبين بمحاسبة جميع المقصرين وفتح تحقيق عاجل حول ما وصلت إليه الرياضة المصرية.
كما تقدم النائب خالد أبو نحول عضو مجلس النواب وعضو لجنة الإدارة المحلية بالمجلس بطلب إحاطة لرئيس البرلمان “حنفي جبالي”.
وطلب منه توجيه استدعاء عاجل إلى رئيس مجلس الوزراء ووزير الشباب والرياضة بشأن تحديد المسؤولية عن فضيحة المنتخب الأولمبي وفشل البعثة المصرية في 50 لعبة جماعية وفردية وإهدار أموال البعثة على سفر أعداد مع اللاعبين لا فائدة لها؟
أما النائب محمد الجبلاوي فقدم طلب إحاطة أشد قوة، حيث طالب بمحاسبة كل المسؤولين عن فشل هذه البعثة.
كما طالب بحل الاتحادات والنقابة الرياضية للمهن الرياضية التى قال عنها “بها كل أنواع الفساد المالي والإداري”.
وكذلك طلب استرداد بدل السفر لأعضاء هذه الاتحادات وعلى رأسهم الرؤساء وكبار الموظفين.
كما لفت إلى أن هناك وقائع فساد واضحة بسبب الإهمال وسوء التنظيم وفشل الترويج للألعاب قبل فترة من البطولة وعدم إعداد اللاعبين على أعلى مستوى لنفاجأ بكوارث في التجهيز والتنظيم والمنافسة.
المصدر: https://2h.ae/kOKj
مصر تذيلت الترتيب.. هل يؤكد إخفاق البعثة الأولمبية فشل منظومة السيسي؟
بعد فشل بعثة مصر المشاركة في “أولمبياد باريس 2024” وتذيلها ترتيب الدول على عددها الذي بلغ “162 لاعبا” يشاركون في 22 لعبة وحجم تمويلها التاريخي بـ1.25 مليار جنيه مصري في تحقيق أية نجاحات والخروج من معظم المنافسات أكد مراقبون أن ذلك الفشل الفاضح يؤكد فشل منظومة حكم رئيس النظام عبدالفتاح السيسي، في كافة المجالات.
وانطلقت منافسات “أولمبياد باريس 2024″، في 26 تموز/ يوليو الماضي وتستمر حتى 11 آب/ أغسطس الجاري وفي حين حققت بعثة القاهرة ميدالية برونزية وحيدة لبطل منتخب السلاح محمد السيد فإن مصر تقبع في المرتبة الأخيرة مسجلة رقم 80 من 80 دولة مشاركة.
وتوالت النتائج السلبية للبعثة المصرية -الأكبر عربيا- والمخيبة للآمال، والمخالفة لتصريحات المسؤولين المصريين الذي وعدوا بتقديم من 7 إلى 10 ميداليات، حيث تتابع خروج ممثلي مصر مع تحقيق نتائج تتذيل ترتيب أغلب اللعبات المشارك بها أبطال أولمبيون مصريون.
وعلى مستوى اللعبات الجماعية فقد خرج منتخب “كرة اليد” من الدور ربع النهائي بعد هزيمة أمام إسبانيا بفارق هدف واحد رغم تقدم مصر بـ7 أهداف قبل نهاية المباراة بدقائق ليخسر فرصة الحصول على ميدالية أولمبية.
“لا تُخطئوا التشخيص“
لكن وفي المقابل حمَّل البعض ذلك الفشل للنظام المصري الحاكم للبلاد منذ العام 2013 مؤكدين أن الفشل الرياضي في أولمبياد باريس هو ضمن سلسلة الفشل التي ضربت البلاد منذ ذلك التاريخ في جميع المجالات السياسية والاقتصادية والاجتماعية وملفات الصناعة والزراعة والتعليم والصحة حتى التفريط في أصول وممتلكات وأراضي الوطن وغيرها.
وقال الكاتب الصحفي أحمد النقر “لا تُخطئوا التشخيص الفشل الذريع في الرياضة سبقه فشل أعظم خطرا في السياسة، والاقتصاد، والثقافة، والفن، وفي صون وحدة الوطن وسلامة أراضيه”.
وقال الناشط السياسي تامر شرين شوقي عبر صفحته بـ”فيسبوك” “وكأن المنظومة الرياضية ليست جزءا من كل المنظومة الخائنة بامتياز” وأشار إلى أن هذا أسلوب الحكم الحالي طوال 11 عاما مضت “لقطات فارغة وانجازات وهمية” ملمحا إلى ما أطلق عليه “مستنقع الفساد والسمسرة والمجاملات والفشل”.
وأشار الكاتب الصحفي جمال سلطان إلى حالة الفساد المستشري مع سيطرة النظام الحاكم، قائلا عبر موقع “إكس” “حتى الرياضة أصبحت ضحية لفساد ومجاملات العسكر”.
“إفشال متعمد وتخريب مقصود“
وفي رؤيته قال الكاتب والباحث المصري خالد الأصور إن “هذا الفشل الذي يغطي كافة المجالات في مصر كثيرا ما يراودني إحساس هو أقرب إلى اليقين إلى أنه ليس فشلا بل إفشال متعمد مع سبق الإصرار والتربص”.
وأوضح مؤكدا أنه “حين يكون للنجاح أسبابه وأنت تسير بأستيكة لتمسح كل هذه الأسباب فهذا ليس فشلا بل إفشال وتخريب مقصود وذلك حين تكون أكبر بعثة مشاركة في الأوليمبياد في أغلب الألعاب الفردية والجماعية ولا تعود سوى بميدالية برونزية يتيمة واحدة”.
وواصل “وحين تتحكم الكوسة (الواسطة) فيمن يمثل مصر كهذه اللاعبة (الفلتة) أميرة أبوشقة التي تشغل عضوية مجلس النواب وقبل أن نسأل عن فضيحتها الأوليمبية نسأل عن مؤهلاتها وخبراتها السياسية لتكون نائبة بالبرلمان فقط لأنها تنتمي لعائلة نافذة أحد وجوهها يرأس أكبر حزب ديكوري معارض وابنه كان في نفس الوقت مسؤول الحملة الرئاسية للسيسي”.
وتابع “والسؤال الثاني: هل يُعقل في لعبة كالرماية لا توجد لاعبة أفضل ممن تنتمي لعائلة أبوشقة في بر مصر” مضيفا أنه “يقينا هي الكوسة التي رشحتها لتسافر للأولمبياد لترجع سيادة النائبة اللاعبة بفضيحة كبيرة لمصر والمصريين بالمركز الأخير”.
واستكمل تساؤلاته عن “المبالغ الطائلة التي أُنفقت على اللاعبة الفلتة والطاقم الذي سافر معها؟ ومن سيحاسب عليها؟”، مؤكدا أنه “طبعا من دم الشعب الفقير أوي أوي الذي لا يلاحق على ارتفاع الأسعار في كل شيء، فضلا عن غلاء فواتير الكهرباء والمياه والبنزين التي تتضاعف في أوقات قريبة كل عدة أشهر”.
وخلص للقول إن “ما يحدث في الرياضة والأهم في غيرها من المجالات لا سيما مجال التعليم والبحث العلمي هو إفشال وإفشال وتخريب متعمد مع سبق الإصرار والترصد”.
“منظومة فساد كاملة“
من جانبه، قال الكاتب الصحفي والباحث المصري محمد فخري: “لا شك أن فشل بعثة مصر الأوليمبية جزء من كل فالبعثة التي أنفقت ما يفوق على مليار وربع المليار جنيه مصري، عادت ببرونزية واحدة وهزائم مذلة متعددة حتى لقد ارتبط اسم المشارك المصري في الكثير من المشاركات بالمركز الأخير”.
ويعتقد أن “الأمر يعود في مجمله إلى منظومة فساد كاملة متكاملة بداية من النوادي التي يسيطر عليها الطغمة الحاكمة بواسطة لواءات الجيش ونهاية بالاتحادات التي يسيطر عليها أيضا لواءات الجيش”.
وأشار إلى أن “المحسوبية واختيار من لا يصلح في فئة القيادات العليا أدت إلى تفشي الواسطة والمحسوبية في اختيار اللاعبين وهو ما أدى إلى استبعاد الكفاءات واجتذاب أصحاب الحظوة والمدعومين”.
وأوضح أنه “لضرب مثال على ذلك؛ يكفي أن نعرف أن ممثلة مصر في الرماية وهي اللاعبة أميرة أبوشقة قد حصلت على المركز الأخير في مسابقات الأوليمبياد وهي في الأساس عضوة في البرلمان ووالدها وكيل مجلس الشيوخ وأخوها هو الممثل القانوني لحملة انتخاب السيسي سابقا”.
“المأساة الكبرى“
ويرى فخري أن “المأساة الكبرى هي أن إهدار المال العام وتفشي المحسوبية والتراخي والتهاون قد أدى إلى إنهيار المنظومة القيمية بين اللاعبين ومدربيهم والاتحادات المشرفة عليهم”.
وأضاف “فما إن هلت روائح الأوليمبياد حتى فوجئنا بلاعبة (شهد سعيد) تقرر سفرها بعد أن أطاحت متعمدة بزميلتها (جنة عليوة) وأصابتها حتى تحصل على فرصة السفر والأنكى أنها لم تعتذر وأن من دافع عنها هو مدربها ورئيس اتحادها (الدراجات) وزميلها وكأننا نرعى الذئاب”.
ولفت إلى أنه “مع الضغط الشعبي اضطرت وزارة الرياضة إلى منعها من المشاركة أما المدهش فهو أن الوزير (أشرف صبحي) وفي تصرف أرعن وغير تربوي أرسل إليها ليصالحها أمام عدسات الكاميرات على زميلتها وكأن شيئا لم يكن دون أن يضرب مثال على إعلاء القيم على المنافسة”.
وفي نهاية حديثه أشار إلى “استمرار المهازل واحدة تلو الأخرى ومنها مثلا لاعبة شيش افتخرت بعد هزيمتها أنها كانت حامل في الشهر السابع”.
“عنوان الفشل وعنوان المرحلة“
وفي تقديره، قال الناشط والسياسي المعارض سيد صابر إن “فشل بعثة مصر في أوليمبياد باريس هو عنوان الفشل في كل المجالات”.
وأضاف: “المهم اللقطة فنحن أسرى فكرة اللقطة فكرة مشاريع بدون دراسة جدوي فكرة حفر قناة سويس من أجل رفع الروح المعنوية للشعب فكرة لاعبة حامل وفريق كرة فاشل”.
ويعتقد أن “القضية الأخطر أننا نعيش سلسلة لا تنتهي من الفشل كان يمكن تجنبها ببعض التحلي بالروح المصرية الحقيقية بدون تجويد وأونطة (خداع)” موضحا أن “هذا البلد وضعت فيه ودخلت له مليارات الدولارات بين منح وقروض وهبات وكلها رميت في الأرض وأكشاك جمع الكارتة”.
وتساءل “ماذا لو وضعنا المليار وربع جنيه الذي صُرف على الأولمبياد في التعليم والصحة والصناعة؟ ماذا لو جرى دفعه للأسر الأشد فقرا مثل (تكافل وكرامة)؟ ماذا لو تم وضعهم في المشاريع متناهية الصغر؟”.
وختم بالقول “مئات الثغرات التي كانت من الممكن أن يجري سدها بدلا من رمي أموالنا في بطولات وهمية ورياضات لا تحصد سوى الفضائح والنتيجة (6- صفر) في مباراة الكرة مع المغرب عنوان المرحلة”.
المصدر: https://2h.ae/DbfL