بقاء الجيش الإسرائيلي في محور فيلادلفيا إنجاز أم “خدعة”؟

بقاء الجيش الإسرائيلي في محور فيلادلفيا إنجاز أم “خدعة”؟

تتصدر قضية بقاء أو رحيل الجيش الإسرائيلي في محور فيلادلفيا على الحدود الجنوبية لقطاع غزة عنوان الخلاف الرئيسي بين إسرائيل من جانب ومصر وحركة حماس من جانب آخر ما يهدد بفشل مفاوضات وقف إطلاق النار.

ويتمسك رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بموقفه الرافض للتفاوض حول الوجود العسكري على الشريط الحدودي بين مصر وغزة.

وأكد مصدر سياسي رفيع لوسائل الإعلام الإسرائيلية أن نتنياهو لم يغير هذا الموقف على الرغم من تقارير تشير إلى تغيّر في قناعته بعد المكالمة الهاتفية الأخيرة بينه وبين الرئيس الأمريكي جو بايدن.

وتحذر أوساط إسرائيلية من أن تمسك نتنياهو ببقاء القوات في فيلادلفيا قد يؤدي إلى تفجير ملف المفاوضات وعرقلة صفقة تضمن عودة الرهائن والمحتجزين الاسرائيليين في غزة.

على الطرف الأخر تتمسك حماس بموقفها الرافض لأي بقاء عسكري إسرائيلي في قطاع غزة لاسيما في محور فيلادلفيا في الجنوب ومحور نتساريم – الذي أسسه الجيش لفصل شمال قطاع غزة عن جنوبه.

“نتنياهو يفشّل المفاوضات”

“محور فيلادلفيا هو الخدعة الكبرى التي يتمسك بها نتنياهو منذ قيام دولة إسرائيل” هذا ما قاله اللواء يتسحاك بريك أحد كبار قادة ألوية الاحتياط في الجيش الإسرائيلي.

ورأى بريك أن نتنياهو يخدع الجمهور عندما يعتبر أن السيطرة على المحور “إنجاز كبير لا يمكن الاستغناء عنه”.

ويفسر القائد العسكري للقناة الثانية عشرة الإسرائيلية أقواله بأن الجيش موجود على المحور فوق الأرض لكنه وفي الأعماق يوجد العديد من الأنفاق التي تقع على عمق 50 مترا تحت الأرض ولا يستطيع الجيش الوصول إليها.

ويعتبر اللواء الإسرائيلي أن نتنياهو يخرّب المفاوضات عندما يتمسك بفكرة البقاء عسكريا في المحور، موضحا أن رئيس الوزراء الإسرائيلي يتمسك بهذه القضية “حتى لا تنتهي الحرب في قطاع غزة لأن نهايتها تعني نهاية مستقبله السياسي”.

“غالانت يؤيد الصفقة”

“غالانت يريد للصفقة أن تمضي وإعلانه هذا هو تبرير لموقفه” هكذا أجاب جنرال الاحتياط في الجيش الإسرائيلي غرشون هاكوهين حول سؤال عن أسباب إعلان غالانت في هذا التوقيت القضاء على لواء رفح في حماس.

وأضاف أنه لم يتم القضاء على أي لواء تابع لحماس بشكل تام لكن القضاء على 30-50 في المئة من وجهة نظره العسكرية تعني بأن الوحدة القتالية المذكورة أصبحت غير فاعلة.

ورجح أن العملية العسكرية في غزة مستمرة في القطاع وأن “الجيش في وضع راحة الآن في انتظار إعلان وقف إطلاق النار”.

أيضا الباحث إلحنان ميلر من معهد شالوم هارتمان يتبنى ذات التفسير بخصوص توجيه غالانت من خلال هذا التصريح رسالة داخلية لنتنياهو للتوجه إلى صفقة مع حماس و”أنه حقق جميع الأهداف التكتيكية في الحرب ويؤشر على انتهاء العمليات العسكرية المكثفة في قطاع غزة”.

ورجح أن الايام القادمة ستشهد انسحابات للجيش من جنوب قطاع غزة والتوجه إلى الشمال على الحدود مع لبنان.

الموقف العسكري في رفح

قال الرئيس السابق لشعبة الاستخبارات بالجيش الاسرائيلي عاموس يدلين إن العملية العسكرية لن تنتهي إلا بتوقيع الصفقة.

وأشار إلى أن لواء رفح تم تفكيكه كقوة عسكرية وأنه لا شك أن هناك بعض “الخلايا الإرهابية” التي لا تزال فاعلة في المنطقة وأن بعض الأنفاق لم يتم تدميرها بالكامل.

لكنه يعتبر أن الحاجة الأمنية الآن تتطلب نقل القوات من قطاع غزة للتحضير لأي سيناريوهات على الحدود الشمالية مع لبنان.

وحول محور فيلادلفيا يعتبر يدلين بأن المحور مهم وأنه يمكن الاتفاق مع الأمريكيين والمصريين على أن يتم إغلاق المرور من الجانب الآخر مضيفا أنه لدى الجيش الإسرائيلي حلولا كثيرة لهذه القضية مستقبلا.

تأثير الخلاف الأمني السياسي على الشارع الإسرائيلي

يقول ميلر إنه يتوقع أن تكون هناك استقالات جماعية في قيادة الجيش “وأن القادة يرمون الكرة في ملعب نتنياهو” ما قد يرجح حينها خروج الجمهور الإسرائيلي إلى الشوارع بشكل أكبر.

ترجح مصادر صحفية إسرائيلية بأن يدفع الخلاف بين نتنياهو وغالانت إلى إقالة الأخير من منصبه، وبأن قرار الإقالة اتُخذ بالفعل من قِبل نتنياهو.

لكن التحليلات الإسرائيلية تشير إلى أن نتنياهو لا يريد إقالته الآن خشية تصاعد الاحتجاجات ضده في الشارع الإسرائيلي وفي ظل وجود قلق من تصعيد عسكري كبير مع حزب الله أو إيران.

ووسط هذا ينتظر الجميع تغييرا في مواقف نتنياهو حيال القضايا العالقة في ظل غضب مصري من عدم وجود أي وضوح في التعامل مع قضيتي فيلادلفيا ونتساريم.

وأدى تمسُّك نتنياهو بهذه المواقف إلى عدم الوضوح بشأن جلسة تفاوض أخرى في القاهرة كان الهدف منها التوصل لتفاهمات بخصوص القضايا العالقة.

وتشير وسائل إعلام إسرائيلية ومن بينها القناة 12 إلى أن جزءا من مفاوضات القاهرة لا ينصب فقط على ترتيبات “محور فيلادلفيا” بمنظور الاتفاق بين إسرائيل وحماس بل من أجل التوصل إلى تفاهمات مع مصر بشأن مستقبل الوجود العسكري الإسرائيلي هناك، ولبحث إمكانية إجراء تعديلات على اتفاقية كامب ديفيد التي تمنع الوجود العسكري الإسرائيلي بشكل ثابت في تلك المنطقة.

المصدر: https://2h.ae/tdMv

موقف مصري بشأن محور فيلادلفيا وواشنطن تطالب المفاوضين بالتكتم

نقلت قناة مصرية عن مصدر رفيع قوله إن مصر لن تقبل أي وجود إسرائيلي في معبر رفح أو محور فيلادلفيا (صلاح الدين) فيما كشف مسؤول أميركي عن جانب من تطورات المحادثات بشأن وقف إطلاق النار في غزة بعد جولة القاهرة الأحد الماضي.

وأوردت وكالة رويترز مساء الاثنين أن قناة القاهرة الإخبارية التابعة للدولة نقلت عن مصدر رفيع قوله إن مصر “جددت تأكيدها لجميع الأطراف المعنية بعدم قبولها أي وجود إسرائيلي بمعبر رفح أو محور فيلادلفيا”، اللذين احتلهما الجيش الإسرائيلي في مايو/أيار الماضي ضمن حربه على قطاع غزة.

وأضاف المصدر أن “مصر تدير الوساطة بين طرفي الصراع في غزة بما يتوافق مع أمنها القومي ويحفظ حقوق الشعب الفلسطيني”.

وأشار إلى أن الوفد الأمني المصري “يبذل قصارى جهده لتحقيق قدر من التوافق بين الطرفين وينسق جهوده مع الشركاء في قطر والولايات المتحدة”.

ويأتي هذا بعدما غادر وفد حركة المقاومة الإسلامية (حماس) وفريق التفاوض الإسرائيلي العاصمة المصرية القاهرة الأحد بعد سلسلة اجتماعات مع الوسطاء من قطر ومصر والولايات المتحدة بشأن مقترح وقف إطلاق النار في غزة وتبادل الأسرى.

محادثات تقنية بالقاهرة

وأفادت صحيفة يديعوت أحرونوت الإسرائيلية بأن مفاوضات المجموعات التقنية بشأن المقترح استمرت يوم الإثنين وتتواصلت أيضا إلى الثلاثاء.

وذكرت الصحيفة أن مدير وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية (سي آي إيه) وليام بيرنز -الذي شارك في محادثات القاهرة- طلب من المفاوضين “التكتم وتقليل التصريحات” بشأن محادثات وقف إطلاق النار.

ونقلت هيئة البث الإسرائيلية عن مسؤولين قولهم إن هناك احتمالا ضئيلا أن تقود محادثات القاهرة إلى تقدم في المفاوضات.

وأضافت أن التفويض الممنوح من رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو للوفد الإسرائيلي لا يتيح التوصل إلى تسوية بشأن محور فيلادلفيا.

وأشار مراسل الهيئة إلى أن وفدا تقنيا إسرائيليا ما زال موجودا في القاهرة لمواصلة المفاوضات وتقليص الفجوات.

رؤية أميركية

في تلك الأثناء نقلت شبكة “سي إن إن” عن مسؤول أميركي مطلع على محادثات القاهرة قوله إن المفاوضات حققت تقدما لكن هذا التقدم “لا يضمن التوصل إلى اتفاق نهائي في أي وقت قريب”.

وأضاف المسؤول أن نقاط الخلاف الباقية كبيرة لكن ينظر إليها باعتبارها قابلة للحل حسب تعبيره.

وأوضح المصدر نفسه أن المقترح الحالي يدعو لانسحاب الجيش الإسرائيلي من المناطق ذات الكثافة السكانية العالية في قطاع غزة، وأن النقاش الدائر حاليا يركز على تحديد أجزاء محور فيلادلفيا التي تعد عالية الكثافة.

وأضاف أن الجيش الإسرائيلي سيواصل انتشاره في أجزاء المحور التي لا تعد عالية الكثافة في المرحلة الأولى من الاتفاق.

موقف حماس

وقد بيّنت حركة حماس أن وفدها الذي غادر القاهرة الأحد، طالب بإلزام الاحتلال الإسرائيلي بما تم الاتفاق عليه في 2 يوليو/تموز الماضي المبني على ما ورد في خطاب الرئيس الأميركي جو بايدن وقرار مجلس الأمن الدولي.

وقال القيادي في الحركة أسامة حمدان في تصريحات لقناة الأقصى إن الاحتلال وضع شروطا جديدة لقبول الاتفاق وتراجع عما وافق عليه مسبقا.

ورأى حمدان أن الإدارة الأميركية -التي دفعت بمقترح جديد “لسد الفجوات” منتصف الشهر الجاري- تشيع أملا كاذبا بالحديث عن اتفاق وشيك لأغراض انتخابية.

وتتمسك حماس بموقفها الملتزم بمقترح وقف إطلاق النار وفق الصيغة التي أعلنها الرئيس الأميركي جو بايدن في 31 مايو/أيار والتي أبلغت الوسطاء بموافقتها عليها في 2 يوليو/تموز.

وينص المقترح على هدنة مدتها 6 أسابيع يرافقها انسحاب إسرائيلي من المناطق المأهولة في غزة وإطلاق أسرى إسرائيليين لدى المقاومة ثم مرحلة ثانية تنتهي بانسحاب إسرائيلي كامل من القطاع.

المصدر: https://2h.ae/nPUn

4 نقاط خلاف أساسية أفشلت مفاوضات غزة مجددا.. ما هي؟

قال مصدران أمنيان مصريان الأحد إن المحادثات التي جرت في القاهرة من أجل وقف إطلاق النار في قطاع غزة لم تفلح في تحقيق تقدم.

وأوضح المصدران وفق “رويترز” أن إسرائيل وحماس لم توافقا على العديد من الحلول التي قدمها الوسطاء مما يزيد الشكوك إزاء فرص إحراز تقدم في أحدث الجهود التي تدعمها الولايات المتحدة لإنهاء الحرب المستمرة منذ أكثر من 10 أشهر.

وفشلت جولات من المحادثات على مدى أشهر في التوصل إلى اتفاق لإنهاء الحملة العسكرية الإسرائيلية المدمرة في غزة أو إطلاق سراح الرهائن المتبقين الذين احتجزتهم حماس.

وقال مستشار الأمن القومي الأمريكي جيك سوليفان في مؤتمر صحفي إن واشنطن لا تزال تبذل جهودا “حثيثة” في القاهرة مع وسطاء من مصر وقطر وأيضا مع الإسرائيليين للتوصل إلى وقف لإطلاق النار واتفاق بشأن الرهائن.

أما أبرز نقاط الخلاف بين إسرائيل وحماس فيمكن تلخيصها في:

  1. محور فيلادلفيا

تتضمن العقبات الرئيسية في المحادثات الوجود الإسرائيلي في محور فيلادلفيا وهو شريط ضيق من الأرض يبلغ طوله 14.5 كيلومتر على امتداد الحدود الجنوبية لقطاع غزة مع مصر.

وقال مصدر مصري إن الوسطاء طرحوا عددا من البدائل لوجود القوات الإسرائيلية على محور فيلادلفيا لكن الطرفين لم يقبلا أي منها.

  1. ممر نتساريم

يقسم هذا الممر قطاع غزة إلى نصفين حيث يمر عبر وسطه وتتمركز فيه قوات إسرائيلية ترفض إسرائيل إخراجها منه.

  1. عدد المعتقلين

أضافت المصادر أن إسرائيل أبدت أيضا تحفظات بشأن عدد المعتقلين الذين تطالب حماس بالإفراج عنهم كما طالبت بخروجهم من غزة إذا تم إطلاق سراحهم.

  1. فحص الفلسطينيين

قالت حماس إن إسرائيل وضعت شروطا جديدة أخرى منها فحص الفلسطينيين النازحين أثناء عودتهم إلى شمال القطاع الأكثر اكتظاظا بالسكان عندما يبدأ وقف إطلاق النار.

وفي يوليو أكد مصدر كبير من حماس لـ”رويترز” أن الحركة قبلت اقتراحا أميركيا لبدء محادثات بشأن إطلاق سراح الرهائن الإسرائيليين بمن فيهم الجنود والرجال بعد 16 يوما من المرحلة الأولى من اتفاق يهدف إلى إنهاء حرب غزة.

وقال حمدان أيضا إن حماس سلمت الوسطاء ردها على الاقتراح الأحدث مضيفا أن “الإدارة الأميركية تزرع أملا كاذبا بالحديث عن اتفاق وشيك لأغراض انتخابية”.

كما ذكر القيادي في حماس عزت الرشق إن الحركة كررت مطلبها بأن ينص أي اتفاق على وقف دائم لإطلاق النار وانسحاب إسرائيلي كامل من قطاع غزة .

المصدر: https://2h.ae/rXjh

مفاوضات القاهرة والمخاوف المصرية

أورد “العربي الجديد” مقالاً للكاتب والباحث المصري عمر سمير عن مخاوف السلطة في مصر من بقاء الجيش الإسرائيلي في “محور فيلادلفيا” قائلاً     بالإشارة إلى المخاوف المصرية من بقاء جيش الاحتلال في محور فيلادلفيا على طول الحدود وهو موقفٌ شكلي إذ كان الإعلام المصري يشكّك، في البداية، في احتلال اسرائيل مجدّدا محور نتساريم ثم تحوّل الموقف إلى التقليل من أهمية المحور مع إدانة هامشية للسيطرة الإسرائيلية عليه مع قبول ضمني في إطار رغبة دفينة للخلاص من حركات مقاومة لا تسير تحت جناح القاهرة وهي مرئية بمنظار “الإمارة الإسلامية” التي لا تريدها القاهرة على حدودها منذ فوزها بانتخابات 2006 بالأساس رغم التنسيق الاضطراري معها لاحقا”.

ويضيف “ويبدو أن الصفقة التي طرحت في القاهرة معرّضة للخطر خصوصا بشأن فيلادلفيا حيث إن ميل المقترح الأميركي أخيراً لمصلحة مواقف نتنياهو قد أوصل المفاوضات إلى طريق مسدود، فالمقترح الذي قدّمته إدارة بايدن الأسبوع الماضي لسد الفجوات بين حركة حماس وإسرائيل قد بالغ كثيراً في تبنّي مواقف نتنياهو بشأن استمرار بقاء الجيش الإسرائيلي في معبر رفح ومحور نتساريم. ولكن هناك مخاوف حقيقية ينبغي التنبيه إليها لدى النظام المصري، وهي أن سيطرة إسرائيل على المحور والتي روّجتها بالشك في استمرار إمداد المقاومة بالأسلحة عبر أنفاق مزعومة رغم تأكيدات مصرية متعاقبة بأنه لم يعد هناك أنفاق بعد إتمام صفقة إغراقها وإنشاء جدار فولاذي بعمق 16 قدما منذ عدة سنوات في إطار الدور الوظيفي المصري بصفقة القرن تشي باستمرار الشك في قدرة النظام المصري على أداء دوره هذا وانهيار الثقة بينه وبين الإسرائيليين”.

مشيراً إلى أن “هناك أيضاً مخاوف موضوعية تفيد بأن بقاء القوات الإسرائيلية في محور فيلادلفيا يحمل مخاطرة كبرى طالما استمرّت قوى المقاومة وعملياتها ضد تلك القوات فواردٌ جدّاً أن تصل صواريخ المقاومة إلى الحدود المصرية وواردٌ جداً أن تصيب جنودا مصريين فما الموقف حينئذ؟ وهذا يلتقي مع المخاوف التي أشار إليها عبد الفتاح السيسي من التهجير إلى سيناء وانتقال عمليات المقاومة إلى هناك، كما هو الحال في لبنان وسورية مع توريط مصر المنسحبة من الصراع في هذه العمليات مستقبلا.

وأخيراً المجهول سيد الموقف ولا توجد دولة عربية أو إسلامية تحاول أن تلعب الدور الأميركي نفسه بالنسبة للفلسطينيين، ولا تتدخّل فقط وسيطاً، حتى ولو بالتفاوض فقط، وهذه معضلة المنطقة بتعبير جمال حمدان هناك دور تائه يبحث عمّن يلعبه ويكسب به الكثير، وهذه المرّة من دون أثمان كبيرة، فمن سيدفع باتجاه مجرّد الوصول إلى اتفاق سيتوّج بطلا، ناهيك عن غياب أي خيال سياسي عربي معاصر للمنطقة من دون إسرائيل التي يشكل وجودها نقطة توازن لبقاء أنظمة عدّة، أو حتى رؤية إلى مرحلة حرب استنزاف ممتدّة على عدّة جبهات، قد نكون في قلبها، على جبهات فلسطين ولبنان وسورية واليمن، وربما تتوسّع لتشمل أراضي إيران وتركيا، وتتداخل فيها قضايا المنطقة المعقّدة جميعاً، وليس فقط صراعاً حول خرائط انتشار القوات كما هو الحال في هذه الجولة من المفاوضات”.

المصدر: https://2h.ae/GZHr

كيف تحاصر وسيطاً تفاوضيّاً ؟

قال الكاتب الصحفي وائل قنديل أن ” مصر الرسميّة طرحتْ نفسها منذ اليوم الأوّل للعدوانِ الإسرائيلي على غزّة وسيطاً تفاوضيّاً تحت مظلّةٍ أميركيّةٍ من أجل التوسّط بين الاحتلال الصهيوني وقيادات المقاومة الفلسطينيّة ومع الوقت، نجح المُفاوضَ الصهيوني في تجريدِ الوسيط المصري من مؤهّلاتِ الوساطة.

ويضيف في مقالاً له نشر على “العربي الجديد” يبدو الأمر عبثيّاً للغاية والوسيط المصري يطلب مساعدة مدير لعبة الوساطة الأميركي، في التفاوض مع الاحتلال الإسرائيلي من أجل إقناعه بالانسحاب من محور فيلادلفيا الواقع بين مصر والأراضي الفلسطينيّة المحتلة لتتحوّل عملية الوساطة من بحثٍ مصري قطري أميركي مشترك عن صفقةٍ لاستعادة أسرى الاحتلال والتوصّل إلى هدنةٍ دائمةٍ أو مؤقتةٍ إلى بحثٍ مصريٍ فقط عن تحقيق انسحاب الاحتلال من معبر فيلادلفيا، الذي استولى عليه مع معبر رفح في عمليّةٍ عسكريّةٍ واحدة هنا تتحقّق حالة الوسيط الذي يبحثُ عن وسيطٍ لتحقيق مطالبه وهذه حالة تؤدّي بالطبع إلى تركّز جولات التفاوض الإسرائيلية في القاهرة على البحث عن حلٍّ لمشكلة فيلادلفيا ومن ثم تتراجع نسبيًا مسألة غزّة.

ويشير أن “الطرفُ الصهيوني كالعادة بارعٌ في الهروب من قضيّةٍ عن طريق اصطناع قضيّةٍ أخرى وليس أفضل من إثارةِ تعديل اتفاقيّة كامب ديفيد بين مصر والاحتلال مهرباً سهلاً ورخيصاً من أسئلةِ العدوان على غزّة إذ بحسب تقرير مفصّل في “العربي الجديد” قبل يومين، قدّم وفد الاحتلال الإسرائيلي طلباً رسمياً في الاجتماعات بالقاهرة بإعادةِ النظر في معاهدة كامب ديفيد وإدخال نصوص عبر اتفاقٍ مكتوب يُشرعن سيطرة الاحتلال الإسرائيلي على محور فيلادلفيا. وتنصّ التعديلات أو الاتفاق المكتوب الذي ترغب فيه تل أبيب على “إشرافها على الوضع الأمني في المنطقة الحدودية من الجانب الفلسطيني” بما يضمن لها اليد العليا في التصرّف حال وجود ممارساتٍ تراها تُمثّل تهديداً لأمنها وبما يضمن لها التدخّل المباشر في أيّ وقتٍ لمواجهةِ أيّة تحدّيات من دون الحصول على إذنٍ مُسبق من أيّ طرفٍ.

مؤكداً جاء الدور على مصر لكي تحقّق رغبة الاحتلال في تعديلٍ مماثلٍ يمنحها السيادة والهيمنة على معبر فيلادلفيا الواقع بين حدود مصر وفلسطين فيما راح الإعلام الناطق باسم النظام في مصر يمهّد لخطوة كهذه بتزييف الوقائع والتحايل على التاريخ بادّعاء أنّ مصر لا صلة لها من الأساس بمحور فيلادلفيا وأنّه مسألة بين إسرائيل والفلسطينيين وهو الكذب المفضوح الذي تنسفه نصوص اتفاقيّة المعبر الموقّعة في عام 2005.

مختتماً مقاله بالقول “الحاصل أنّه وفي ظلِّ الانكشاف الكامل لحقيقة دور راعي الوساطة الأميركي كان من المفترض أنّ أطراف الوساطة العربية ستنأى بنفسها عن إحكامِ الحصار الأميركي الصهيوني على غزّة تحت غطاء الوساطة وهو الغطاء الذي أثبتت الجولات تلو الجولات أنّه جزء من العدوان على الشعب الفلسطيني، إذ لا تظهر الوساطة إلّا كلّما توقّع الاحتلال خطراً قادماً من جبهاتِ المقاومة المُساندة كفاح الشعب الفلسطيني غير أنّ الوفود الأمنيّة الصهيونيّة عادت تتقاطر على القاهرة، الشاباك والموساد، تحت حماية مدير وكالة الاستخبارات الأميركية بما يبدو معه، وكأنّ الوساطة صارتْ صنماً مقدّساً في هذا الزمن العربي العجيب وليتها احتفظت بجوهر المفهوم الصحيح للوساطة إذ تحوّلت إلى أداةٍ للحصول على مآرب أخرى بعيداً عن موضوعها الرئيس: العدوان على غزّة”.

المصدر: https://2h.ae/tjUP