تفجيرات هواتف البيجر.. ما الذي جرى في لبنان؟

تفجيرات البيجر بلبنان.. 8 نقاط تشرح الحدث وابعاده

1- ما أجهزة البيجر؟

ـ”بيجر” أو الـ”بيبر” (جهاز النداء أو الصافرة بسبب الصوت الذي يصدر عنه)، جهاز اتصال لاسلكي يستقبل ويعرض نصوصا أبجدية رقمية أو رسائل صوتية، ويُصدر صوتاً عندما يتلقى إشارة.

لم تعد تلك الأجهزة مشهورة كما كانت في تسعينيات القرن الماضي بين عموم الناس إلا أن بعض العاملين في مجالات السلامة العامة والرعاية الصحية مثلاً، ما زالوا يستخدمونها.

وفي أواخر القرن العشرين  أحدثت هذه الأجهزة ثورة في الاتصالات الشخصية والمهنية إذ مكنّت الأشخاص من إرسال واستقبال الرسائل أثناء التنقل دون الحاجة إلى خطوط أرضية لكن قلّت شعبيتها مع الوقت بسبب ظهور أجهزة أحدث ذات خصائص أكبر.

أما سبب التسمية “بيجر”، فيعود إلى شركة موتورولا التي صاغته بسبب جمعها بين تقنيات جهاز الاتصال اللاسلكي (ووكي توكي) وراديو السيارة في جهاز نداء ترانزستوري.

يحتوي كل جهاز نداء على رمز بروتوكول الوصول إلى القناة (CAP) الخاص به وهو عنوان تعريف فريد عندما يسمع جهاز النداء رمز CAP الخاص به فإنه يتلقى الرسالة ويختلف الصوت (صفيراً، أو رنيناً، أو اهتزازاً) بحسب نوع الجهاز .

“أنواع أجهزة النداء الآلي

تتعدد أنواع “البيجر” ومنها أجهزة للتنبيه فقط وثانية رقمية أي يمكنها إرسال أرقام وليس صوتاً أو ضوءاً فقط كما في الأولى. والنوع الثالث أبجدي رقمي أي بإمكانه توجيه رسائل مكتوبة ورقمية أيضاً. وجميعها لا توجد فيها خاصيّة الرد على الرسالة مباشرة إذ يقوم المستخدم كل مرة بإرسال رسالة منفردة مما يجعلها تفتقر لوحدة السياق.

والرابع ذو اتجاهين أبجدي رقمي يمكنه إرسال واستقبال الرسائل بالأرقام والكلمات وفيه خاصية الرد المباشر كما يحتوي على لوحة مفاتيح صغيرة مدمجة ( QWERTY).

النوع الخامس يمكن فيه تبادل رسائل صوتية وليس رقمية أو مكتوبة فقط ويختلف نوع المستخدمين بحسب حاجتهم لنوع الرسائل التي يودون تبادلها بالتالي يختارون نوع الـ”بيجر” الذي يناسبهم.

2- لماذا يحمله عناصر حزب الله؟

يعتبر جهاز البيجر من التقنيات القديمة نسبيا والتي لا يمكنها الاتصال بالإنترنت ولذلك يعتبر آمنا نوعا ما من الاختراقات السيبرانية ومحاولات التجسس والتتبع الشائعة عند استخدام الهواتف المحمولة أو الذكية ولهذا فهو لا يزال يستخدم في المجالات العسكرية والأمنية وهذا على الأرجح السبب الذي يدفع عناصر حزب الله إلى امتلاك هذه الأجهزة.

3- كيف انفجرت الأجهزة؟

لا يزال من المبكر معرفة كيف انفجرت هذه الأجهزة بالتحديد حيث إن التفسيرات حول أسباب هذا الأمر لا تزال تتوالى وأبرزها أن شريحة ما تم زرعها في كافة أجهزة البيجر قبل استيرادها واستخدامها من قبل عناصر حزب الله.

وفُعّلت هذه الشريحة من خلال موجات الراديو المرسلة عبر طائرات مسيّرة تم إطلاقها في مختلف أرجاء لبنان من قبل الاحتلال الإسرائيلي، بحيث تعمل تلك الموجهات على تفجير الشريحة أو رفع سخونة بطارية الجهاز، مما يؤدي إلى انفجارها.

ومما يعزز النظرية السابقة ما نقلته وكالة رويترز عن مصادر لبنانية تأكيدها أن أجهزة الاتصال التي انفجرت هي “أحدث طراز” جلبه حزب الله خلال الأشهر القليلة الماضية.

كما نقلت صحيفة “وول ستريت جورنال” الأميركية عن مصادر قريبة من حزب الله أن الأجهزة المستهدفة كانت ضمن شحنة جديدة تلقاها الحزب مؤخرا.

نظرية أخرى ذكرتها الصحيفة حيث قالت نقلا عن شركة لوبك إنترناشيونال الأمنية إن سبب انفجار أجهزة الاتصال في لبنان هو على الأرجح برمجيات خبيثة مضيفة أن تلك البرمجيات رفعت حرارة البطاريات مما أدى إلى انفجارها.

4- ما أكثر المناطق المستهدفة؟

تركزت الإصابات في جنوبي لبنان والضاحية الجنوبية في بيروت لكن في الواقع فإنه لا توجد مناطق محددة مستهدفة إذ إن المصابين كانوا جميع الذين يحملون أجهزة البيجر بغض النظر عن أماكن وجودهم.

ومما يدلل على ذلك إصابة 4 أشخاص في سوريا جراء انفجار في سيارتهم في طريق نفق بالعاصمة دمشق، حيث رجحت وسائل إعلام سورية أن المصابين عناصر من حزب الله انفجرت أجهزة اتصال كانوا يحملونها.

5- كم عدد المصابين حتى الآن؟

بعد لحظات من بدء تسلسل عمليات الانفجار ارتفع عدد المصابين إلى أكثر من 2750 شخصا في لبنان وحده وجميعهم من عناصر في حزب الله كانوا يحملون تلك الأجهزة المستهدفة.

كما أعلن وزير الصحة اللبناني أن 9 قتلى -بينهم طفلة- كانوا من بين ضحايا تفجيرات البيجر، وقال إن المستشفيات في الجنوب تجاوزت قدرتها الاستيعابية ويعملون على نقل الجرحى خارج المحافظة.

وكان السفير الإيراني في لبنان مجتبى أماني أحد المصابين جراء انفجار جهاز اتصال كان يحمله وفقا لوكالة مهر الإيرانية.

6- ماذا قال المسؤولون في لبنان عن الحادث؟

نقلت وكالة “أسوشيتد برس” عن مسؤول لبناني قوله إن هناك اعتقادا بأن استهداف أجهزة الاتصال هو نتيجة لهجوم إسرائيلي.

كما نقلت عن مصادر قريبة من حزب الله أن أجهزة الاتصال التي انفجرت كانت ضمن شحنة جديدة ومزودة ببطاريات ليثيوم ويبدو أنها انفجرت نتيجة تسخين زائد.

ولاحقا قال الحزب في بيان إن الانفجارات الغامضة أدت حتى الآن إلى مقتل طفلة وشخصين، مضيفا أن الأجهزة المختصة في الحزب تجري تحقيقا واسع النطاق وعلميا لمعرفة سبب الانفجارات المتزامنة.

7- هل صدرت أي تصريحات أو تلميحات عن أو من إسرائيل؟

وقد أكد مسؤول كبير سابق في جهاز الأمن الداخلي الإسرائيلي (الشاباك) أن تفجير أجهزة الاتصال الخاصة بمئات العناصر من حزب الله هو اختراق أمني استخباري غير مسبوق.

كما أشار مستشار رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو إلى مسؤولية إسرائيل عن هذه الهجمات، وذلك قبل أن يتراجع عن تغريدته بعد دقائق من نشرها.

وطلب مكتب رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو من الوزراء عدم إجراء مقابلات أو التعليق على انفجار أجهزة الاتصال في لبنان كما حظر حزب الليكود الحاكم على أعضائه الإدلاء بتصريحات وإجراء مقابلات بشأن الأحداث في لبنان.

8- تصريحات دولية

علق مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل على تفجير أجهزة الاتصال في لبنان قائلا إن “هناك دائما خطرا لحدوث تداعيات للتصعيد في لبنان”.

المصدر: https://2h.ae/pzyU                   https://2h.ae/prPh

تفجيرات “البيجر”.. تحديد هوية وموقع “الطرف الرابع”ّ!

دخلت تايوان على خط واقعة تفجيرات أجهزة المناداة “بيجر” التي يستخدمها عناصر حزب الله اللبناني والتي تتهم إسرائيل بترتيبها.

والثلاثاء قتل 9 أشخاص على الأقل وأصيب ما يقرب من 3 آلاف عندما انفجرت بشكل متزامن الأجهزة التي يستخدمها حزب الله.

وأظهرت صور للأجهزة المدمرة حللتها “رويترز” تصميما وملصقات تتسق مع الأجهزة التي تصنعها شركة “غولد أبوللو” التايوانية علما أن مصدرا أمنيا لبنانيا بارزا قال لـ”رويترز” إن حزب الله طلب 5 آلاف جهاز “بيجر” من الشركة.

“الطرف الرابع

ورغم أن “غولد أبوللو” قالت الأربعاء إن أجهزة “البيجر” التي انفجرت في لبنان ليست من تصنيعها فإنها أدخلت طرفا رابعا بخلاف حزب الله وإسرائيل وتايوان إلى الواقعة.

فقد قالت شركة “غولد أبولو” التايوانية الأربعاء إنها سمحت بظهور علامتها التجارية على أجهزة “البيجر” التي انفجرت في لبنان لكنها كانت من صنع شركة “بي إيه سي” ومقرها في بودابست عاصمة المجر.

وأوضحت الشركة في بيان أن شركة “بي إيه سي” هي التي تنتج وتبيع طراز “إيه آر 924” وأضافت: “نحن فقط نمنح ترخيص العلامة التجارية وليس لنا أي دور في تصميم أو تصنيع هذا المنتج”.

وقال مؤسس “غولد أبوللو” هسو تشينج كوانغ للصحفيين الأربعاء: “المنتج ليس تابعا لنا إنه فقط يحمل علامتنا التجارية”.

وسبق لهسو أن أكد في وقت سابق أن مقر الشركة صاحبة الترخيص يقع في أوروبا لكنه رفض لاحقا التعليق على موقعها، وذكر أنه لا يعرف كيف تم تجهيز أجهزة البيجر للانفجار.

وكان مصدر أمني لبناني بارز ومصدر آخر ذكر أن جهاز الاستخبارات الإسرائيلي (الموساد) زرع متفجرات داخل 5 آلاف جهاز “بيجر” استوردها حزب الله قبل أشهر.

وقال مصدران مطلعان على عمليات حزب الله لـ”رويترز” هذا العام إن مقاتليها بدأوا في استخدام الأجهزة حتى لا تتمكن إسرائيل من رصد مواقعهم.

وذكر حزب الله أنه يجري تحقيقا أمنيا وعلميا، للوقوف على أسباب الانفجارات.

المصدر: https://2h.ae/JKEg

لماذا يستخدم حزب الله “البيجر”؟

بعد سلسلة انفجارات متزامنة لأجهزة اتصال محمولة “بيجر” في أنحاء لبنان أدت إلى مقتل وإصابة المئات في عدد من المدن اللبنانية كانت هناك تفاصيل لم تتكشف حول سبب استخدام حزب الله لهذه الأجهزة التي انتهى عمرها ولم يعد أحد يستخدمها في الاتصالات بعد ظهور الهواتف الخلوية.

وحسب ما تردد عن وجود هجمات سيبرانية شنتها إسرائيل على الآلاف من عناصر وقيادات حزب الله من خلال تفخيخ أو تفجير بطاريات هواتف البيجر التي يحملونها فإن هذا يفتح باب الحديث حول شكل ونوع المعارك القادمة وهل تستخدم التكنولوجيا الحديثة والذكاء الصناعي فيها أم لا وكيف يمكن مواجهتها؟

في هذا الشأن يقول محمد محسن رمضان مستشار الأمن السيبراني ومكافحة الجرائم الإلكترونية في مصر: إنه ورغم تضارب التفسيرات حول كيفية تنفيذ مثل هذا الهجوم لابد من معرفة ما هي أجهزة البيجر مضيفا أن البيجر هو جهاز اتصال لاسلكي صغير كان يستخدم قديما قبل ظهور الهواتف الذكية وتم تطويره في الستينيات للاستخدام في حالات الطوارئ.

وتابع أن البيجر يعتمد على إرسال إشارات رقمية عبر موجات الراديو لإخطار المستخدم بأن شخصا ما حاول الاتصال به كما يمكن إرسال رسائل نصية قصيرة عبر هذا الجهاز، مشيرا إلى أن البيجر وسيلة شائعة للتواصل قبل انتشار الهواتف الذكية وخاصة بين الأطباء العاملين في المناوبات الليلية وموظفي خدمات الطوارئ كما استخدم أيضا في المجالات العسكرية والأمنية.

“كانت آمنة نوعا ما

وحول لماذا يعتمد عناصر حزب الله على البيجر رغم أنه بات وسيلة قديمة؟ قال الخبير المصري إن جهاز البيجر يعتبر من التقنيات القديمة نسبيا والتي لا يمكنها الاتصال بالإنترنت ولذلك تعتبر آمنة نوعا ما من الاختراقات السيبرانية ومحاولات التجسس والتتبع الشائعة عند استخدام الهواتف المحمولة أو الذكية ولهذا فهي لا تزال تستخدم في المجالات العسكرية والأمنية وهذا على الأرجح السبب الذي يدفع عناصر حزب الله لامتلاك هذه الأجهزة.

“شريحة.. وطائرات مسيرة

أما عن كيفية الانفجار فيجيب محمد محسن رمضان بالقول إنه لا يزال من المبكر معرفة كيف انفجرت هذه الأجهزة بالتحديد حيث إن التفسيرات حول أسباب هذا الأمر لا تزال تتوالى، وأبرزها أن شريحة ما تم زرعها في كافة أجهزة البيجر قبل استيرادها واستخدامها من قبل عناصر حزب الله، موضحا أن هذه الشريحة تم تفعيلها من خلال موجات الراديو المرسلة عبر طائرات مسيّرة تم إطلاقها في مختلف أرجاء لبنان بحيث تعمل تلك الموجهات على تفجير الشريحة أو رفع درجة حرارة بطارية الجهاز بما يؤدي إلى انفجارها.

وأضاف أن ما يعزز ذلك أن مصادر لبنانية تأكد أن أجهزة الاتصال التي انفجرت هي “أحدث طراز” جلبه حزب الله خلال الأشهر القليلة الماضية، كما أن الأجهزة المستهدفة كانت ضمن شحنة جديدة تلقاها الحزب مؤخرا.

وأكد أن سبب انفجار أجهزة البيجر هو على الأرجح برمجيات خبيثة رفعت حرارة البطاريات ما أدى لانفجارها.

المصدر: https://2h.ae/eivh

المونيتور: شكوك عنصرين من حزب الله دفعت إسرائيل إلى تعجيل تفجيرات البيجر

كشف موقع المونيتور الأميركي عن مصادر استخباراتية إقليمية رفيعة المستوى أن إسرائيل نفذت هجومها بأجهزة البيجر في لبنان بعد أن جمعت معلومات استخباراتية تفيد بأن اثنين من أعضاء حزب الله اكتشفا اختراق الأجهزة.

وأشار الموقع إلى أن قرار تنفيذ العملية فُرض على إسرائيل بسبب هذا الخرق الاستخباراتي “قبل فوات الأوان”.

وذكر أن آلاف الأجهزة التي حصل عليها حزب الله فخختها إسرائيل قبل تسليمها للحزب وأن الخطة الأصلية الإسرائيلية كانت تقضي بتفجير الأجهزة في حال اندلاع حرب شاملة مع حزب الله من أجل تحقيق تفوق إستراتيجي.

وذكر الموقع نقلا عن المصادر ذاتها أن إسرائيل كانت أمام 3 خيارات بعد أن همّ أحد أعضاء حزب الله بإخبار رؤسائه بشأن شكوكه.

وكانت هذه الخيارات هي:

  • شن حرب على حزب الله وتفجير الأجهزة وفقا للخطة الأصلية.
  • تفجيرها على الفور وإلحاق أكبر ضرر ممكن.
  • تجاهل الأمر والمخاطرة باكتشاف الخطة.

وتقرر في نهاية المطاف تنفيذ الخيار الثاني في عملية ظلت سرية حتى عن الولايات المتحدة.

المصدر: https://2h.ae/ygep

كيف تجمع إسرائيل معلوماتها من لبنان؟

تحوّل جنوب لبنان إلى مسرح للاشتباكات بين حزب الله والجيش الإسرائيلي منذ 8 أكتوبر/تشرين الأول أي بعد يوم على الهجوم الذي نفذته حركة حماس في مناطق غلاف غزّة.

وشهدت الاشتباكات بين الطرفين عمليات اغتيال طالت عناصر وقياديين مقاتلين في صفوف الحزب اللبناني وقياديين من حركة حماس مقيمين في لبنان، ورئيس حركة حماس في طهران.

ووصل الأمر إلى حثّ أمين عام حزب الله حسن نصر الله، أنصاره خصوصاً المقاتلين وعائلاتهم على الاستغناء عن استخدام الهاتف الخليوي في مناطق جنوب لبنان والقرى الحدودية وذلك في كلمة ألقاها يوم 14 شباط/فبراير.

أصدر حزب الله أكثر من توجيه للتحذير من اختراق إسرائيل الأجهزة التي يستخدمها السكان مثل كاميرات المراقبة والهواتف منذ بداية التصعيد العسكري في جنوب لبنان تزامناً مع الحرب في غزة.

وتكثّف الحديث عن اختراق إسرائيلي محتمل لتلك الأجهزة خلال الأشهر الماضية خصوصاً بعد اغتيال القيادي البارز في حماس صالح العاروري بمسيّرة ضربت شقة في الضاحية الجنوبية لبيروت وتوجيه أصابع الاتهام لإسرائيل التي لم تعلن مسؤوليتها عن العملية.

الحديث عن قدرات إسرائيل المتفوّقة في هذا المجال ليس بجديد ولكن تكثر التساؤلات عن كيفية توصّل أجهزتها إلى تحديد موقع من تستهدفهم في سياراتهم أو داخل شققهم.

وتضيء تحذيرات حزب الله حول الهواتف وكاميرات المراقبة المتصلة بشبكة الإنترنت على جزء مما يمكن للجانب الإٍسرائيلي اختراقه.

وتعود حرب جمع المعلومات بين الطرفين إلى عقود استخدمت فيها إسرائيل وسائل متنوعة من زرع أشخاص إلى زرع أجهزة تجسّس واختراق شبكات الهواتف.

فكيف يتمّ ذلك؟ وما معنى اختراق الهاتف الذكي وتوظيف ذلك في تنفيذ عمليات عسكرية أو اغتيالات؟

خبير تكنولوجيا المعلومات اللبناني عامر الطبش يقول إنّ الهاتف الذكي “غير آمن للاستخدام اليومي سواء لناحية الخصوصية أو لإمكانية قرصنته وسرقة المعلومات أما في حالة الحرب فيمكن أن يتحوّل لأداة تجسس”.

بحسبه يوفّر الهاتف الذكي خدمات دقيقة مثل الكاميرا والميكروفون وتحديد الموقع وهناك عدة طرق للتعقّب عبر استخدام هذه الخدمات.

“البصمة الصوتية

يوضح عامر الطبش أنّ الهواتف الذكية “متفوقة بتنقية الصوت وخصائص الميكروفونات الحديثة مثل الصوت الإلكتروني وتقنيات تخفيف الضجيج ما يولّد بصمة صوتية ذات دقّة عالية جداً يمكن تمييزها باستخدام الأذن البشرية أو بواسطة الذكاء الاصطناعي”.

ويشير إلى أنّ البصمة الصوتية تحدّد إن كان الشخص المطلوب أو المستهدف في مكان تجمّع مثل عزاء أو مناسبة اجتماعية ومن الممكن التعرّف على صوته إن تحدّث في حال كان هاتف أحد الموجودين مخترقاً.

“الكاميرا

كاميرا الهاتف تعمل بتوءمة مع الميكروفون ويمكن تشغيلها عن بعد وتأكيد الهدف بشكل مرئي بحسب عامر الطبش.

وعند تأكيد وجود الشخص المطلوب يبدأ التعقب عن طريق الطائرات المسيرة أو الأقمار الصناعية.

“الكتابة أو الطباعة

كل ما نكتبه على الهاتف الذكي يمكن أن يصل إلى جهة التجسّس إن كان الهاتف مخترقاً تصله العبارات بأحرف منفصلة عن بعضها فيقوم بجمعها لفهم الكلمات.

ويمكن بواسطة الطباعة على الهاتف معرفة التطبيقات المستخدمة ورصد رسائل البريد الإلكتروني وسحب ملفات من الهاتف دون علم الشخص.

“نظام تحديد الموقع

يعطي الهاتف الذكي إحداثيات عن موقعه بشكل دائم ومتواصل بهدف تحسين إرسال الشبكة. ويقول الطبش إن “من أبسط الأمور كشف هذا الموقع وتحديده بمسافة تقل عن المتر الواحد أحياناً”.

ويتحدث عن إمكانية خرق أي جهاز منزلي ذكي يربط بشبكة الإنترنت مثل الإضاءة أو التلفزيون الذكي وغيرها من الأدوات.

بيغاسوس في لبنان؟

يقول عامر الطبش إنّ الإسرائيليين “اكتشفوا ثغرة أمنية في الهاتف الذكي وبيعت هذه الثغرة على شكل تطبيق يمكن أن يدخل الهاتف دون معرفة صاحب الهاتف”.

استخدمت هذه الثغرة لسنوات دون معرفة مالك الهاتف بأن هناك “حمولة زائدة” داخل هاتفه. يتحدث هنا عن برنامج “بيغاسوس” الإسرائيلي المثير الجدل الذي انتجته شركة “إن أس أو” الإسرائيلية.

ويقول مراسل بي بي سي لشؤون الأمن غوردون كوريرا في تقرير يعود إلى عام 2021 إنه “لطالما كانت إسرائيل قوة إلكترونية من الدرجة الأولى تتمتع بقدرات مراقبة متطورة. وشركاتها مثل “أن أس أو” التي تأسست على يد مخضرمين في عالم الاستخبارات هي من بين الشركات التي تسوق هذه التقنيات”.

وتقول “أن أس أو” إنها لا تبيع برامج التجسس الخاصة بها إلا لاستخدامها “ضد المجرمين الخطرين والإرهابيين”.

وورد اسم الشركة وبرنامجها بيغاسوس في فضيحة تجسّس على نطاق واسع عام 2021.

واتهمت تقارير إعلامية بالإضافة إلى منظمة العفو الدولية الشركة الإسرائيلية ببيع برنامجها لحكومات استخدمته للتجسّس على معارضين وناشطين وشخصيات سياسية بارزة.

ونشرت صحيفة هآرتس تحقيقاً في تشرين الأول/أكتوبر العام الماضي، جاء فيه أن شركات الأمن السيبراني الإسرائيلية تشارك في المجهود الحربي وخاصة في المساعدة على العثور على المحتجزين الإسرائيليين في قطاع غزة أو المفقودين بعد هجوم السابع من أكتوبر/تشرين الأول.

هل يمكن تجنب اختراق الهاتف الذكي؟

يقول عامر الطبش إنّ شركتي آبل وغوغل اعتمدتا خدمات لإطفاء الكاميرا والميكروفون ورغم ذلك “تبقى حماية الهاتف الذكي من الاختراق صعبة للغاية”.

يضيف: “حتى ولو عدّلنا إعدادات الهاتف وعمدنا إلى تعطيل خدمات الصوت والكاميرا لن تكون الوقاية مضمونة لأن الإعدادات يمكن أن تتغيّر من دون علم الشخص في حال اخترق الهاتف”.

ويشير إلى أنّ تعطيل نظام تحديد الموقع من أصعب الأمور فحتى في حال إيقافها تواصل الخدمة بثّ إحداثيات عن موقع الهاتف لأسباب تقنية (منها تحسين خدمة الإرسال).

ويلفت إلى أنّه “حتى مع إطفاء الهاتف بشكل كامل تستمرّ خدمة تحديد الموقع بالبثّ بطريقة أو بأخرى”.

ويقول إنّ الطريقة الوحيدة للوقاية هي سحب أو نزع بطارية الهاتف “وهذه العملية صعبة جداً في الهواتف الذكية”.

وحول طلب حزب الله من المقاتلين وأقاربهم والسكان عامّة عدم استخدام الهواتف يقول خبير الشؤون العسكرية، العميد اللبناني المتقاعد خليل حلو إنه “لا بدّ أن يكون للمقاتل بديلاً عن الهاتف ليتمكن من الاتصال بقيادته إلا إذا كانت العملية محدّدة مسبقاً”.

لكنه يرى أنّ “عدم وجود هاتف داخل سيارة ما قد يجعلها بحد ذاتها هدفاً”.

من “شولا كوهين” إلى “إم كامل

يوافق الخبير العسكري خليل حلو على أنّ اختراق شبكة الهاتف سهل بالنسبة لإسرائيل ويضيف قائلاً: “لكنك قد لا تحتاج إلى ذلك مع تطوّر تكنولوجيا المعلومات” ويرى “أنّ لبنان لا يتمتع بأمن سيبراني للوقاية من الاختراق”.

ويرجح بصفته متابعاً للشؤون العسكرية أنّ الاستخبارات الإٍسرائيلية لا تزال تعتمد على عنصر الاستعلام البشري “لكننا لا نعلم عددهم (الذين تشغلهم إسرائيل في لبنان) أو فعاليتهم”.

ويوضح قائلاً إنّ طريقة عملهم (العملاء) تغيّرت وتحولت إلى جمع معلومات على مدى سنوات.

أصبحت مهمة هؤلاء – وفق تقديراته– جمع معلومات عن سكن الأشخاص وتنقلاتهم ونوع سياراتهم وأصدقائهم وأفراد عائلاتهم ومعلومات أخرى يمكن الحصول عليها من خلال حسابات هؤلاء على مواقع التواصل الاجتماعي.

زرع الأشخاص والعملاء المحليين مكّن إسرائيل من تنفيذ عمليات أمنية شهيرة في لبنان مثل عملية “فردان” عام 1973 التي انتهت باغتيال ثلاثة قادة فلسطينيين بارزين في بيروت.

وتوفيت عام 2021 يائيل مان التي كلفها الموساد الإسرائيلي بجمع معلومات عن القادة الفلسطينيين الثلاث في بيروت قبل تنفيذ تلك العملية.

كما برز في هذا الإطار اسم “شولا كوهين” التي عاشت وعملت في بيروت بدءاً من عام 1948 واشتهرت بجمع المعلومات لصالح الجيش الإسرائيلي عن الجيش اللبناني وفي تهريب أشخاص إلى إسرائيل.

وينتقل إلى عنصر ثان يراه فعّالًا في عمليات الاغتيال وهو سلاح المسيرات فهو “أقلّ تكلفة ويتزود بتقنيات ذكاء اصطناعي وسلاح يمكّنه من الرصد والملاحقة وتأكيد الهدف ومن ثمّ تنفيذ العملية”.

ويطلق العديد من الجنوبيين اسم “إم كامل” على الطائرة المسيرة (MK) تهكماً لتصويرها على أنها امرأة مكلفة بالمراقبة والوشاية.

“عيون وآذان إسرائيل على الحدود

نشر حزب الله لقطات مصورة يقول إنها تظهر استهداف مقاتليه رادارات وأجهزة مثبتة على أبراج داخل وحول الثكنات الإسرائيلية على الحدود مع لبنان.

ويقول عامر الطبش إنّ هذه المعدات الموجودة على الحدود منها أجهزة رادار ومنها كاميرات عالية الدقّة تتضمن ميزة التصوير الحراري.

ويضيف قائلاً إنّ القوات الإسرائيلية تستطيع من خلال هذه الأجهزة تمييز ما يقترب من الحدود: بشر، وحيوانات، وآليات، وصواريخ.

ويشير إلى أنّه ثبتت أجهزة تنصت تسمح بسماع الأصوات على مدى معين كمكبر للصوت ضخم جداً “يستطيعون سماع أي حركة أو صوت غير طبيعي على الحدود”.

ويعتقد الجنرال حلو أنّ ضربات حزب الله ساهمت في “تعطيل هذه القدرات”.

ويقول إن إسرائيل “كانت تتصرف براحة على الحدود سمعاً وبصراً من خلال هذه الأجهزة” كما أنّ تلك الأجهزة هي عبارة عن رادارات حرارية ترصد تحركات الحيوانات والبشر وتلتقط الأصوات عن بعد.

وفي منتصف شهر تموز/يوليو 2023 أعلن الجيش الإسرائيلي عن تسلّق عناصر من حزب الله جداراً حدودياً وسرقتهم أجهزة مراقبة إسرائيلية.

وعُرضت مقاطع مصورة بدت أنها التقطت من الجانب اللبناني تظهر قيام ثلاثة أشخاص ملثمين بنزع أجهزة إسرائيلية عن أحد الأبراج على الحدود ووضع رايات حزب الله مكانها.

ويؤكد حلو أنّ بعض هذه الأجهزة يباع في الأسواق ومنها “كاميرات تستطيع تمييز لوحة سيارة عن بعد 20 كلم”.

ويرى أنّ حزب الله “أزعج الإسرائيليين بهذه الضربات لكنهم استبدلوها (الأجهزة) بالمراقبة عبر المسيّرات”.

ماذا عن الهواتف غير الذكية؟

يحتاج اختراق الهواتف المحمولة غير الذكية إلى خرق الشبكة الأساسية التي تتصل بها الخطوط الهاتفية.

ويقول عامر الطبش إنّ اختراق هذه الشبكة “لا يساعد كثيراً في عمليات التعقب من الممكن التنصت على المكالمات وهناك صعوبة لتحديد بصمة صوتية لأن هذه الهواتف لا تستخدم مكبر الصوت الإلكتروني”.

ويقول إنّ من يخترق هذه الشبكة لا يستطيع تحديد موقع الجهاز بدقة لأنه ليس جهازاً ذكياً ولا يتضمن شريحة تحدد المكان.

وأشارت تقارير رسمية سابقة في لبنان صدرت بدءاً من عام 2009 إلى اختراق إسرائيل شبكة الهواتف المحمولة.

وتقدمت الدولة اللبنانية عبر وزارة الخارجية بأكثر من شكوى للأمم المتحدة (على سبيل المثال 2009 و2010 و2011 و2013) اتهمت من خلالها إسرائيل بالتجسّس أو باختراق قطاع الاتصالات اللبناني.

وأعلنت السلطات في صيف 2010 عن توقيف أشخاص في شركة “ألفا” للاتصالات بزعم تعاملهم مع الموساد الإسرائيلي.

وفي اتصال مع بي بي سي عربي نيوز قال مدير مكتب وزير الخارجية اللبناني وليد حيدر إنّ الدولة تتقدم عادة بهذه الشكاوى إلى الأمم المتحدة لتوثيق وتسجيل الانتهاكات والخروقات للسيادة اللبنانية. وتصدر عادة الأمم المتحدة بياناً لتأكيد تلقيها شكوى من لبنان.

وكان الجيش اللبناني قد أعلن عامي 2010 و2012 عن تفجير إسرائيل جهاز تجسس في الأراضي اللبنانية عن بعد.

“اتصالات مشبوهة

نشرت وكالة “فرانس برس” تقريراً في 19 يناير/كانون الثاني أفاد عن تلقي سكان من جنوب لبنان “اتصالات مشبوهة تستبق عمليات قصف.

وجاء في التقرير أنّ بعض السكان تلقوا اتصالات من جهات زعمت أنها جهات رسمية أو إحصائية.

ونقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن متحدث باسم الجيش الإسرائيلي قوله إنه “لا يستطيع الإجابة” عن الأسئلة بشأن هذه الاتصالات.

“رسائل تهديد” من حزب الله

على الجانب الآخر من الحدود ذكرت شبكة “إسرائيل 24” الإخبارية أنّ سكان الشمال تلقوا رسائل تهديد من حزب الله.

وذكر موقع القناة باللغة العربية أنّ الرسائل وصلت من أرقام هاتف أوروبية عبر تطبيق الواتس أب وتضمنت شريط فيديو دعائي مع رسالة من حزب الله تطلب منهم المغادرة إلى مدن الجنوب.

وجاء في الرسالة وفق ما نقلت القناة الإسرائيلية: “وُجّهت صواريخنا نحوكم لديكم وقت حتى نهاية الأسبوع لن تنجوا ننصحكم -أهربوا الى مدن الجنوب”.

وفي تموز/يوليو 2017 نقلت صحيفة “تايمز أوف إسرائيل” عن الجيش الإسرائيلي أنّ حزب الله يستخدم جمعية بيئية كغطاء لمراقبة الجانب الإسرائيلي.

ونشر الجيش الإسرائيلي صور 30 شخصاً قال إنهم عناصر من حزب الله يترددون على الجمعية البيئية في جنوب لبنان ويقومون بالتقاط صور للجانب الإسرائيلي تحت غطاء تصوير الطيور في المنطقة وفق ما نقلت الصحيفة.

ويقول الخبير العسكري خليل حلو “إنّ الحزب يراقب أيضاً”، ويوضح قائلاً “إن كان صاروخ الكورنيت (روسي الصنع يستخدمه مقاتلو حزب الله) يستطيع إصابة الهدف عن بعد ثماني كيلومترات فهذا يعني أنّ هناك مناظير تستطيع كشف ما يظهر هناك”.

ماذا عن قدرات حزب الله؟

يقول الخبير عامر الطبش إن قدرة حزب الله على إرسال رسائل إلى هواتف سكان في الشمال لا يمكن وصفه “بأنه إنجاز أو اختراق تقني”.

ويرجح أن يكون الحزب قد تمكن من استغلال ثغرة ما في هواتف السكان الإسرائيليين أو أنه استطاع الحصول على أرقام تلك الهواتف بطريقة معيّنة.

ويشير إلى أنّ عملية إرسال تلك الرسائل جرت على نطاق جغرافي ضيّق ينحصر في منطقة قريبة من الحدود مع لبنان.

ويعتقد أنّ” حزب الله يملك قدرات لخوض حرب إلكترونية لم يظهرها بالكامل فهل تفاجأ بالقدرات الإسرائيلية ولذلك لم يستخدم ما لديه بعد؟”.

ويعتبر أنّ الحزب يعاني من “تخبّط” دفعه إلى إصدار توجيهات عبر أمينه العام حسن نصر الله لطلب عدم استخدام الهواتف والكاميرات منذ سبعة أشهر كاملة.

وبرأيه فإن الجيش الإسرائيلي “لم يقصف شبكات الاتصال في الجنوب لأنه يستفيد منها”.

وهذا على عكس ما جرى في حرب تموز/يوليو 2006 حين قصفت إسرائيل العديد من شبكات ومحطات الاتصالات في لبنان.

ويضيف الطبش “فهل يعلم حزب الله كيف يستفيد الإسرائيليون من تلك الشبكات؟ هذا ليس واضحاً حتى الآن”.

المصدر: https://2h.ae/AplA

ماذا حدث في لبنان ؟

أعلن وزير الصحة اللبناني فراس الأبيض مقتل 9 أشخاص بينهم طفلة وإصابة نحو 2750 أغلبهم من عناصر حزب الله في جنوبي لبنان والضاحية الجنوبية في بيروت بعد انفجار أجهزة اتصال لاسلكي يستخدمونها.

ووجه وزير الصحة نداء إلى كافة المستشفيات باستقبال جميع المصابين في حين قال الدفاع المدني اللبناني إن المستشفيات في الجنوب تجاوزت قدرتها الاستيعابية ونعمل على نقل الجرحى خارج المحافظة.

وأعلن حزب الله -في بيان- أن “إسرائيل مسؤولة” عن الهجوم، وأضاف البيان “نحمل العدو الإسرائيلي المسؤولية كاملة عن العدوان الذي طال المدنيين أيضا وأدى لارتقاء عدد من الشهداء”.

وقال الحزب إن “العدو الغادر والمجرم سينال بالتأكيد قصاصه العادل على هذا العدوان الآثم من حيث يحتسب ولا يحتسب”.

وأكد أن “الأجهزة المختصة في حزب الله تجري تحقيقا واسع النطاق أمنيا وعلميا لمعرفة سبب الانفجارات المتزامنة”.

ودعا إلى “الانتباه من الشائعات والمعلومات المضللة بما يخدم الحرب النفسية لمصلحة العدو الصهيوني”.

من جهتها اعتبرت الحكومة اللبنانية أن “العدوان الإسرائيلي يشكل انتهاكا خطيرا للسيادة اللبنانية”، ونقل مراسل الجزيرة عن مصادر تأكيدها إصابة المئات في تفجير أجهزة اتصال محمولة من نوع “بيجر” بحوزة حامليها في مختلف مناطق البلاد.

وأشار المراسل إلى أن المصادر أكدت وفاة نجل النائب في كتلة حزب الله علي عمار.

وأعلنت السفارة الإيرانية في بيروت أن السفير الإيراني في لبنان مجتبى أماني أصيب بجروح سطحية مشيرة إلى أنه بصحة جيدة.

وكانت وكالة أنباء فارس الإيرانية تحدثت في وقت سابق عن أنه تم نقل السفير إلى المستشفى.

وذكرت صحيفة “نيويورك تايمز” أن حارسين شخصيين للسفير الإيراني أصيبا في الانفجار في حين نقلت صحيفة “فايننشال تايمز” عن مسؤول إيراني تأكيده أن حالة السفير الإيراني في بيروت جيدة وأن أي عضو بالفريق الدبلوماسي لم يصب في الانفجار.

وفي السياق نقلت شبكة “إيه بي سي” عن مسؤول أميركي تأكيده أنه تم استهداف أكثر من 50 شخصا في سوريا ضمن نفس الهجوم الذي وقع في لبنان.

وكانت وسائل إعلام سورية ذكرت أن 11 عنصرا من حزب الله اللبناني بريف دمشق أصيبوا بجروح حرجة جراء انفجار أجهزة اتصال لاسلكية.

وقال مصدر أمني للجزيرة إن انفجار أجهزة الاتصال في لبنان سببه اختراق بوساطة تقنية لاسلكية.

وأوضح المصدر الأمني أن انفجار أجهزة الاتصال شمل مناطق في الضاحية الجنوبية لبيروت والبقاع وجنوبي لبنان.

“أحدث أجهزة

من جانبه قال مصدر أمني لبناني للجزيرة إن أجهزة الاتصال التي تعرضت للتفجير تم استيرادها قبل 5 أشهر.

وأضاف المصدر الأمني أن أجهزة الاتصال التي انفجرت كانت مفخخة بشكل مسبق، مشيرا إلى أن زنة العبوة التي تم تفجيرها لم تتجاوز 20 غراما من المواد المتفجرة.

أما صحيفة “وول ستريت جورنال” فنقلت عن مصادر مطلعة أن أجهزة الاتصال المستهدفة في لبنان كانت ضمن شحنة جديدة تلقاها حزب الله مؤخرا.

ونقلت الصحيفة عن شركة لوبك إنترناشيونال الأمنية أن سبب انفجار أجهزة الاتصال هو على الأرجح برمجيات خبيثة. وأضافت الشركة أن سبب الانفجار هو برمجيات رفعت حرارة البطاريات ما أدى لانفجارها أو وضع شحنة فجرت عن بعد.

وأوضحت مصادر قريبة من حزب الله لوكالة أسوشيتد برس أن أجهزة الاتصال الجديدة مزودة ببطاريات ليثيوم ويبدو أنها انفجرت نتيجة تسخين زائد.

ونقل موقع أكسيوس عن مصدر مطلع أن أجهزة الاتصال كانت تستخدم على نطاق واسع بين أعضاء حزب الله بما في ذلك كبار المسؤولين.

ونقلت صحيفة واشنطن بوست عن مركز أبحاث للأمن أن ما حدث ناجم عن أوسع عملية استبدال لأجهزة اتصال مستوردة بشحنة تحوي متفجرات.

“خرق إسرائيلي”

من جهتها نقلت وكالة أسوشيتد برس عن مسؤول لبناني -لم تسمه- قوله إنه من المعتقد أن استهداف أجهزة الاتصال هو نتيجة هجوم إسرائيلي.

وقالت وكالة أنباء لبنان إن “العدو الإسرائيلي خرق أجهزة بيجر المحمولة للاتصالات وفجرها عبر تقنية عالية” وأوضحت الوكالة أن عشرات أصيبوا في حدث غير مسبوق نتيجة خرق أجهزة “بيجر” المحمولة للاتصالات وتفجيرها بأيدي حامليها في مناطق متفرقة بالبلاد.

وذكرت القناة الـ12 الإسرائيلية أن مستشارا بارزا لرئيس الوزراء بنيامين نتنياهو يلمح إلى أن إسرائيل تقف وراء تفجير أجهزة اتصال في لبنان.

ولاحقا قالت صحيفة يديعوت أحرونوت إن مستشار نتنياهو حذف تغريدته التي أشار فيها لمسؤولية إسرائيل عن هجمات بيروت بعد دقائق من نشرها.

وقال القائد الأسبق للاستخبارات العسكرية الإسرائيلية إن من قام بهذه العملية أراد توجيه رسالة وإنه جهّز لهذه لعملية منذ فترة.

وقال مسؤول كبير سابق بجهاز الأمن الداخلي الإسرائيلي (الشاباك) إن تفجير أجهزة اتصال خاصة بمئات العناصر من حزب الله اختراق أمني استخباري غير مسبوق.

في المقابل قالت هيئة البث الإسرائيلية إن مجلس الأمن القومي يطلب من الوزراء الامتناع عن الإدلاء بتصريحات بشأن الأحداث في لبنان.

وذكرت أن حزب الليكود حظر على أعضائه الإدلاء بتصريحات وإجراء مقابلات بشأن الأحداث في لبنان.

وأضافت أن الجبهة الداخلية أبلغت رؤساء السلطات المحلية باحتمال التصعيد الأمني دون تعليمات جديدة.

وقال موقع واللا إن جنود احتياط تلقوا أمر 8 للتجنيد الفوري وحالة تأهب في غرف الاستنفار ووحدات الجيش.

أما القناة الـ14 الإسرائيلية فقالت إنه ابتداء من الليلة سينتقل الثقل الأمني والعسكري من قطاع غزة إلى الجبهة الشمالية. وأشارت إلى احتمالات بإعلان إسرائيل قريبا جبهة الشمال جبهة الحرب الرئيسية.

ونقل موقع أكسيوس عن مصدر أن استخبارات إسرائيل قدرت قبل العملية أن حزب الله من المرجح أن يرد بهجوم كبير على إسرائيل.

ويأتي ذلك في وقت نقلت فيه صحيفة “إسرائيل اليوم” أن نتنياهو ووزير الدفاع يوآف غالانت وكبار المسؤولين الأمنيين يجتمعون حاليا بغرفة العمليات تحت الأرض بوزارة الدفاع.

ونقلت صحيفة هآرتس عن مصادر إسرائيلية أن الأجهزة الأمنية تعتقد أن حزب الله ينوي إطلاق عملية عسكرية ضد إسرائيل، كما أنه طُلب من كبار القادة الأمنيين حضور اجتماع طارئ وتقديم خيارات لمواجهة تصعيد محتمل مع حزب الله.

وأشارت إلى أن الأجهزة الأمنية الإسرائيلية رصدت مؤخرا إشارات حول استعدادات غير اعتيادية لحزب الله في جنوبي لبنان.

كما نقلت صحيفة “إسرائيل اليوم” عن مصدر أمني إسرائيلي أن مشاورات أمنية مكثفة أجريت في الساعات الأخيرة بشأن إمكانية نشوب حرب على حزب الله، وأشارت المصادر إلى أن التوتر الشديد مع الحزب وصل إلى حافة الهاوية.

“طوارئ صحية

وعلى الصعيد الطبي تحدث وزير الصحة اللبناني عن مئات الجرحى. كما نقلت الوكالة عن مصدر مقرب من حزب الله أن “المستشفيات تطلب دما” بسبب ارتفاع أعداد المصابين. وأكد مصدر آخر مقرب من الحزب أن الحادث “خرق إسرائيلي”.

وطلبت وزارة الصحة اللبنانية من المستشفيات الاستنفار ورفع مستوى استعداداتها لتلبية الحاجة السريعة لخدمات الطوارئ.

ودعت العاملين في المجال الصحي إلى التوجه بشكل عاجل إلى المستشفيات وناشدت المواطنين التوجه إلى المستشفيات للتبرع بالدم للمصابين.

وقالت مصادر حكومية لبنانية إن رئيس الوزراء نجيب ميقاتي طلب من وزير الصحة مغادرة جلسة حكومية واستنفار كل أجهزة الوزارة لمواكبة التطورات.

يذكر أن حزب الله سبق أن طلب من عناصره عدم استخدام الهواتف المحمولة لتفادي أي خرق إسرائيلي ووضع بديلا عنها نظام اتصالات خاصا به.

المصدر: https://2h.ae/vyRK

نصر الله يدعو مقاتليه للتخلي عن الهواتف المحمولة

” إنها جاسوس قاتل “

وكان الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله دعا في الرابع عشر من فبراير/شباط الماضي مقاتلي الحزب وعائلاتهم وأهل الجنوب اللبناني إلى الاستغناء عن “الهاتف المحمول”.

ووصف نصر الله الهواتف المحمولة “بالجاسوس القاتل” قائلاً “الهاتف الخلوي هو جهاز تنصت.. اخواننا في القرى الحدودية وفي كل الجنوب لا سيما المقاتلين وعائلاتهم الاستغناء عن هواتفهم الخلوية من أجل حفظ وسلامة دماء وكرامات الناس.. الخلوي هو عميل قاتل يقدم معلومات محددة ومميتة”.

وقال نصر الله في كلمة له بمناسبة “يوم الجريح” وقتها: “الاسرائيلي ليس بحاجة لزرع العملاء على الطرقات فالكاميرات الموصولة على الانترنت تراقب كل الطرقات” مؤكدا على وجوب “قطع هذه الكاميرات عن الانترنت لأن التساهل في هذا الموضوع يساهم في المزيد من الشهداء والخسائر وكشف الجبهة للعدو”.

وأضاف: “يجب أخذ الحيطة والحذر من المعلومات التي يتم إرسالها عبر أجهزة الهاتف الخلوي”.

وصرح بأن “الكاميرات الموصولة بشبكة الإنترنت تقدم أكبر خدمة للعدو ولذلك يجب إطفاؤها في هذه المعركة”.

وذكر في السياق أن “العدو يستند بشكل أساسي في اعتداءاته على القدرات الفنية التجسسية”.

المصدر: https://2h.ae/Adue        https://2h.ae/sDzZ