بعد 100 يوم على اجتياحه.. هكذا فاقم إغلاق معبر رفح الأوضاع الإنسانية في غزة

0

مر أكثر من 100 يوم على اجتياح جيش الاحتلال الإسرائيلي معبر رفح البري أقصى جنوب قطاع غزة مما أدى إلى تفاقم الأوضاع الإنسانية المتدهورة أصلا بفعل العدوان.

ففي 6 مايو/ أيار 2024 أعلن الاحتلال بدء عملية عسكرية في رفح متجاهلا تحذيرات دولية من تداعيات ذلك على حياة النازحين بالمدينة وسيطر في اليوم التالي على معبر المدينة الحدودي مع مصر.

وأعلن المكتب الإعلامي الحكومي بغزة في 14 أغسطس/آب 2024 وفاة أكثر من ألف طفل وجريح ومريض فلسطيني جراء سيطرة إسرائيل على معبر رفح البري منذ 100 يوم.

وقال مدير المكتب إسماعيل الثوابتة خلال مؤتمر صحفي عقد وسط قطاع غزة “إغلاق المعبر (من قبل إسرائيل) منذ 100 يوم تسبب في وفاة أكثر من 1000 طفل ومريض وجريح والكارثة الإنسانية تتعمق على كل الأصعدة”.

وأضاف أن إسرائيل منعت منذ إغلاق المعبر سفر 25 ألف مريض وجريح لديهم طلبات سفر وتحويلات للعلاج في الخارج وهم يشكلون نسبة تصل إلى 80.5 بالمئة من إجمالي الحالات.

وحذر من أن “حياة المرضى والجرحى الآخرين مهددة بالموت بسبب سياسة الاحتلال غير الإنسانية وغير الأخلاقية بمنعهم من السفر لتلقي العلاج”.

وعن دخول المساعدات قال الثوابتة إن إسرائيل تواصل منذ 100 يوم “منع إدخال المستلزمات الطبية والوفود الصحية والأدوية والعلاجات والمساعدات بأنواعها المختلفة مما تسبب في تأزيم الواقع الصحي والإنساني بشكل خطير”.

وبعد اقتحامه دمرت قوات جيش الاحتلال مباني المعبر وأحرقتها وجرفت أراضيه بالكامل ليخرج تماما عن الخدمة.

وأصيب في العدوان المستمر منذ أكتوبر 2023 أكثر من 92 ألف فلسطيني جلهم تسبب استهدافهم في بتر أطرافهم.

وينشر الفلسطينيون على مواقع التواصل عشرات القصص لمرضى وجرحى قضوا بسبب عدم تمكنهم من السفر من أجل العلاج.

وفي 6 يونيو/حزيران 2024 أعلنت وزارة الصحة في غزة أن من استطاعوا الخروج للعلاج بلغ عددهم نحو 4895 فقط بنسبة بلغت 19.5 بالمئة من إجمالي أعداد المرضى والجرحى.

ومنذ إغلاق معبر رفح البري الحدودي مع مصر إثر سيطرة إسرائيل على الجانب الفلسطيني منه في 7 مايو/ أيار 2024 بالتزامن مع بدء عملية عسكرية برية في المدينة لم يتمكن أي مريض من الخروج من قطاع غزة باستثناء عدد محدود من الأطفال.

ففي 15 أغسطس غادر عدد محدود من أطفال مرضى السرطان والأمراض المزمنة القطاع عبر معبر كرم أبو سالم المجاور لتلقي العلاج في الخارج

وفي نفس اليوم قالت وزارة الصحة في غزة إن 10 آلاف مريض بالسرطان يواجهون خطر الموت وتفاقم أوضاعهم الصحية في ظل تواصل إغلاق معبر رفح، وحرمان المرضى والحالات الطارئة من السفر لاستكمال علاجهم بالخارج عقب انهيار المنظومة الصحية جرّاء قصف الاحتلال المتواصل.

وبحسب آخر إحصائية للمكتب الإعلامي الحكومي بغزة فإن القصف الإسرائيلي على القطاع ونفاد الوقود أخرج 34 مستشفى و68 مركزا صحيا و162 مؤسسة صحية عن الخدمة.

حصار مشترك ..

ومع أن هذه المعاناة تفاقمت بعد إغلاق المعبر فهي لم تبدأ باجتياح جيش الاحتلال للمنطقة الحدودية ولكن منذ بداية العدوان.

إذ أصبح معبر رفح الحدودي مع مصر الذي يعد الشريان الوحيد من غزة إلى العالم الخارجي تحت الأنظار بشدة مع بداية العدوان الإسرائيلي.

ويدير هذا المعبر السلطات المصرية وهو الوحيد الذي لا تسيطر عليه إسرائيل لكنها تتحكم به وبآلية عمله وبالداخلين والخارجين عبره بشكل كبير وفق ما أظهرت أحداث ما بعد 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023.

وجرى تشديد الحصار المصري – الإسرائيلي على القطاع بعد العملية التي نفذتها حركة المقاومة الإسلامية “حماس” في 7 أكتوبر بالمستوطنات المحاذية لغزة.

ورغم أن مصر أغلقت المعبر بشكل متكرر منذ سيطرة حركة “حماس” على غزة عام 2007 مما زاد من عزلة القطاع فإن الحال الذي شهده هذا المنفذ خلال العدوان لم يسبق له مثيل.

وكشفت أحداث 7 أكتوبر بشكل متزايد عن حجم التحكم الإسرائيلي بالمعبر المصري الفلسطيني ومدى تغول نظام عبد الفتاح السيسي على الفلسطينيين الراغبين بالسفر من خلاله.

فمنذ إطلاق عملية “طوفان الأقصى” في 7 أكتوبر أغلق النظام المصري معبر رفح أمام الأفراد والبضائع.

وصرح وزير الخارجية السابق سامح شكري ووزير الصحة خالد عبد الغفار في تصريحين منفصلين أن القاهرة لم تحصل على الإذن (الإسرائيلي) لإدخال المساعدات وإخراج الجرحى.

وفي إطار هدنة إنسانية استمرت 7 أيام فتح نظام السيسي المعبر لدخول حملة الجنسيات الأجنبية والبضائع بعد موافقة وتفتيش إسرائيلي.

وكان من الغريب إعلان الرئيس الأميركي جو بايدن أكثر من مرة عن فتح معبر رفح إلى درجة تساءل فيها كثيرون عن دور مصر هنا ليصفوا السيسي بأنه مجرد “بواب”.

وقبل اجتياحه قصفت طائرات الاحتلال بوابة معبر رفح أكثر من مرة مما أدى إلى تضرره من الجانبين، في خطوة لم ترد عليها مصر حتى بالاستنكار.

وكان المرضى والجرحى يواجهون صعوبة في الخروج إلى العلاج، بينما سهلت السلطات المصرية سفر من يدفعون من 5 – 10 آلاف دولار عن كل شخص يريد المغادرة.

وكانت تلك الأموال تُدفع لشركة “يا هلا” التي يديرها إبراهيم العرجاني رجل الأعمال السيناوي المقرب من السيسي.

وقبل الإغلاق التام كشف المدير العام لوزارة الصحة بغزة منير البرش عن رقم هزيل من الجرحى جرى السماح بخروجه من القطاع إلى مصر للعلاج.

وقال في حديث له مع قناة “الجزيرة” إن “الكشوف التي نرسلها للإخوة المصريين يموت أغلبهم قبل أن تصل الموافقة على قبول مرورها من معبر رفح البري”.

وأوضح أن من خرج من الجرحى وقتها 400 مصاب فقط من أصل 40 ألفا وتساءل “هل تريدون أن نموت جميعا حتى ترضوا؟”

معركة تفاوضية ..

وتعقد ملف المعبر أكثر وتجاوز الجانب الإنساني بعد أن سيطرت قوات الاحتلال عليه ليصبح في قلب معركة تفاوضية حيث أضيف الحديث عن مستقبله ضمن مفاوضات وقف إطلاق النار.

وخلال الأسابيع الأخيرة أضاف رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو شرط بقاء جيشه بمحور فيلادلفيا الحدودي مع مصر ضمن أي اتفاق لوقف العدوان على غزة وتبادل الأسرى.

ويدعي نتنياهو أن حماس استغلت على مدى سنوات هذا المحور في “تهريب أسلحة إليها” ومن ثم “تعزيز قدراتها العسكرية”.

من جانبها ترفض القاهرة بشكل قاطع أي بقاء للقوات الإسرائيلية بمحور فيلادلفيا، وتنفي ادعاءات حكومة نتنياهو بشأنه.

كما تصر حركة “حماس” على الانسحاب الإسرائيلي الكامل من قطاع غزة بما يتضمن معبر رفح ومحور فيلادلفيا كشرط أساسي للتوصل إلى اتفاق لوقف العدوان وتبادل الأسرى.

وفي ظل رفض مصر وحماس يبدو أن إسرائيل لجأت إلى السلطة الفلسطينية لإقناعها بإدارة معبر رفح رغم إعلانها سابقا أنها ترفض أي دور لها في غزة بعد العدوان.

وأفادت هيئة البث الإسرائيلية، في 10 أغسطس 2024، نقلا عن مصادر مطلعة، بأن مباحثات “مهمة” تجرى بين نظام مصر والسلطة الفلسطينية تقضي بسيطرة الأخيرة على المعبر.

وفي هذا السياق عُقد لقاء خلال الأيام الأخيرة بين رئيس الهيئة العامة للشؤون المدنية الفلسطينية حسين الشيخ المقرب من الرئيس الفلسطيني محمود عباس وممثل مصر الموجود في رام الله.

وأوضحت هيئة البث الإسرائيلية أن الشيخ وممثل مصر في رام الله “رسما المخطط بدعم كبير وقوي من مصر والولايات المتحدة”.

كما أن الهدف المصري منه هو أن يصل ممثلو السلطة الفلسطينية إلى غزة بشكل رسمي وواضح دون أي هوية غير معروفة أو غير واضحة.

وذكرت أن “الخطة المصرية تقضي بأن يكون المعبر هو الخطوة الأولى لعودة السلطة الفلسطينية إلى قطاع غزة”.

ومنتصف يوليو/تموز 2024 كشف موقع “أكسيوس” الأميركي عن عقد اجتماع سري بين الولايات المتحدة وإسرائيل والسلطة الفلسطينية بشأن المعبر.

وذكر الموقع أن الاجتماع الذي عقد في تل أبيب ناقش إعادة فتح المعبر كجزء من صفقة التبادل والتهدئة وشارك فيه كبير مستشاري الرئيس جو بايدن لشؤون الشرق الأوسط بريت ماكغورك.

وأضاف أن “إسرائيل أكدت خلال الاجتماع الثلاثي أن نتنياهو يعارض أي تدخل رسمي للسلطة الفلسطينية في المعبر”.

فيما نقلت وسائل إعلام عربية أن السلطة رفضت خلال أغسطس مقترحا إسرائيليا لفتح المعبر بإدارة مدنيين لا يرتبطون بأجهزة الأمن الفلسطينية.

وبينت أن المقترح يمنع رفع العلم الفلسطيني في المعبر وعلى الحدود وأن إسرائيل تصر على البقاء في محور فيلادلفيا والتدخل للتفتيش والاستجواب.

وأشار الموقع إلى أن السلطة الفلسطينية ترفض المقترح وتطالب بانسحاب إسرائيلي كامل من المعبر.

المصدر: https://2h.ae/SYWc   https://2h.ae/Mwrr

قائمة الـ 1000 شهيد … ضحايا الانتظار على بوابة رفح

في السابع من مايو (أيار) الماضي أغلق الجيش الإسرائيلي معبر رفح وتوقفت حركة الأفراد والمساعدات الإنسانية وانتهت مرحلة سفر ونقل المرضى والمصابين للعلاج خارج غزة.

مضى على إغلاق معبر رفح أكثر من ثلاثة أشهر وخلال هذا الوقت زادت إصابة حنين سوءاً إذ انتشرت الالتهابات في قدمها وأصيبت بـ”الغرغرينا” وحاول الأطباء التدخل لإنقاذ قدمها لكن ضعف الموارد العلاجية أجبرهم على بتر ساق واحدة.

بكل وضوح أبلغ الأطباء حنين بأنها يجب أن تسافر لتلقي العلاج في الخارج وإلا سيضطرون إلى بتر قدمها الأخرى نتيجة هذا الخبر أصيبت الفتاة بحالة يأس شديدة وهي تفكر كل لحظة في وقت سيشغل فيه العاملون الصحيون منشاراً لقص ساقها المريضة. لا شيء بيد حنين وكذلك الأمر بالنسبة إلى الأطباء وهم عاجزون عن تقديم أي خدمات صحية لعلاج الفتاة المصابة نتيجة قصف إسرائيلي على غزة، وما زالت تنتظر أن يعاد فتح معبر رفح لتتمكن من مغادرة القطاع في رحلة علاج طال انتظارها.

وفيات منع السفر ..

حال حنين في انتظار فتح معبر رفح يعد أفضل مما حصل مع والدة الطفل خليل الذي أصيب في حرب القطاع بكسور في اليدين والقدمين والعمود الفقري والرقبة والقفص الصدري وكان يستلزم سلسلة عمليات جراحية عاجلة، لكن وبعد انتظار لأكثر من 70 يوماً فارق الحياة.

تقول والدته شيماء “بسبب قلة العلاج وعدم السفر مات ابني ببطء أمام عيني، الأطباء أجمعوا على عدم إمكانية إكمال علاجه داخل غزة لعدم توافر كثير من المستلزمات الطبية، وحاجة الطفل إلى رعاية خاصة وإجراء عمليات دقيقة بأحد المستشفيات في الخارج لكن نتيجة إغلاق المعبر انضم إلى قائمة الضحايا”.

تكررت حالة الطفل خليل مع 1000 طفل ومريض وجريح جميعهم فارقوا الحياة جراء سيطرة إسرائيل على معبر رفح وإغلاقه منذ 100 يوم. يقول مدير المكتب الإعلامي الحكومي إسماعيل الثوابتة “الكارثة الإنسانية ستتعمق إذا لم يتم إيجاد حل لملف معبر رفح”. ويضيف “قبل اجتياح الجيش الإسرائيلي معبر رفح كان لدينا قائمة مرضى وجرحى مكونة من 25 ألف شخص، جميعهم لديهم طلبات سفر وتحويلات للعلاج في الخارج، وجميع هؤلاء سيكون مصيرهم مثل حالة خليل، سيفارقون الحياة تدريجاً، الموت البطيء ينتظرهم”.

لا أدوية ولا مساعدات ..

في الواقع يعاني الأطباء في مستشفيات غزة انعدام الموارد والقدرات الكافية التي تسمح لهم بتقديم الخدمات للجرحى والمرضى، وهذا يتطلب نقل المصابين إلى خارج حدود القطاع أو تزويد العاملين الصحيين بالأدوية والمستلزمات والمستهلكات الصحية والأجهزة الطبية، لكن بسبب إغلاق معبر رفح كل ذلك مستحيل.

يوضح الثوابتة أن إسرائيل تمنع إدخال المستلزمات الطبية والوفود الصحية والأدوية والعلاجات والمساعدات بأنواعها المختلفة، وهذا يتسبب في تأزيم الواقع الصحي والإنساني بصورة خطرة.

بكلمات حزينة يقول الطبيب كامل مراد إن “كل يوم يمر من دون أن يجري إخراج هذه الحالات فإننا نفقد كل يوم 10 منهم في الأقل كل هذا لأنه لا تتوافر لدينا أدوية هناك عدد من حالات الكسور في المفاصل والعظام وفي الأجهزة الداخلية للجسم كالكبد والرئتين والبنكرياس، جميعهم في حاجة إلى السفر”.

محاولات خلق بديل من المعبر ..

لإعادة تشغيل معبر رفح قصة طويلة إذ بعد أن اجتاحه الجيش الإسرائيلي وأنهى عملياته في محور فيلادلفيا بدأت إسرائيل والأطراف الشريكة في بحث آلية لتشغيله، لكن مصر رفضت استئناف عمل المعبر حتى انسحاب القوات منه واشترطت تسليمه للجانب الفلسطيني ممثلاً في السلطة في رام الله لكن “حماس” وإسرائيل رفضتا الفكرة.

في رام الله وافقت حكومة التكنوقراط على تسلم معبر رفح وذلك وفقاً لاتفاقية 2005 التي كانت بين السلطة الفلسطينية ومصر وإسرائيل والتي تسمح للأولى بتشغيل المنفذ برقابة أوروبية.

لكن في ظل تعنت إسرائيل وتهديد “حماس” بأنها ستتعامل مع قوات السلطة كالأعداء بدأت تل أبيب في تنفيذ خطة أخرى، إذ شيدت ممراً جديداً سمته ديفيد وربطته مع معبر كرم أبو سالم واستخدمته لنقل المرضى.

يقول المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي دانيال هاغاري “نعمل على إيجاد حلول عملية للأزمة الإنسانية في غزة، سفر المرضى من معبر كرم أبو سالم سيسهم في تخفيف الأعباء على القطاع الصحي”.

إلغاء دور “حماس” جعلها خائفة ..

تولت منظمة الصحة العالمية مهمة التنسيق مع إسرائيل في شأن سفر المرضى من غزة إلى مصر عبر معبر كرم أبو سالم في وقت كانت تتولى هذه المهمة وزارة الصحة الفلسطينية وهيئة الشؤون المدنية وهذا يؤشر إلى أن تل أبيب أوقفت تعاملها مع المؤسسات الفلسطينية.

يقول مدير عام المستشفيات في قطاع غزة محمد زقوت “نقل المرضى إلى مصر عبر معبر كرم أبو سالم عملية صعبة ومعقدة وغير مقبولة ولا تشكل بديلاً من تشغيل معبر رفح”.

تخوفت “حماس” كثيراً من فكرة نقل المرضى عبر معبر كرم أبو سالم إذ يقول القيادي فيها أسامة حمدان “هناك مخطط إسرائيلي لاستبدال كرم أبو سالم بمعبر رفح لكن هذا أمر خطر يجب عدم التعامل معه”.

وبالفعل توقف سفر المرضى عبر معبر كرم أبو سالم وما زالوا عالقين في غزة نتيجة إغلاق معبر رفح. يقول وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي “قلقون في شأن الوضع الإنساني الكارثي في القطاع عقب مرور 100 يوم من إغلاق معبر رفح يجب أن تنسحب القوات الإسرائيلية من مدينة رفح وتشغيل المعبر من قبل السلطة الفلسطينية ولا بديل عن هذا المنفذ”.

المصدر: https://2h.ae/HUCM

تحذير من مخططات استبدال كرم أبو سالم بمعبر رفح

وفي وقت سابق قالت لجنة المتابعة للقوى الوطنية والإسلاميةإنها تتابع “الأنباء المتواترة عن قيام جهات بالتنسيق مع الاحتلال لتسهيل سفر بعض المرضى وحاملي الجنسيات الأجنبية عبر معبر كرم أبو سالم وما يُعرف بـ (ممر ديفيد) الذي أقامه الاحتلال بمحاذاة محور فيلادلفيا”.

وحذرت اللجنة في بيان لها من أن هذا “تطور خطير يكشف عن نوايا الاحتلال ومخططات استبدال معبر رفح والتهجير الطوعي للفلسطينيين”.

ودعت “القوى الوطنية والإسلامية” السلطات في مصر “لرفض هذا المخطط الذي يمس السيادة المصرية وأمنها القومي واستخدام جميع نقاط القوة الوطنية التي تمتلكها مصر بما لها من مكانة وتاريخ لإفشال هذا المخطط”.

كما دعت “جميع الدول والمنظمات الدولية لعدم المساهمة في تمرير مخططات الاحتلال تحت مسميات إنسانية وعدم المساهمة في تخفيف الانتقاد الدولي للاحتلال لإغلاقه معابر غزة وخصوصاً معبر رفح البري”.

وأكد على أن “معبر رفح البري هو معبر فلسطيني مصري خالص، وسيبقى كذلك وأن إدارته خاضعة للتوافق الفلسطيني فقط ولن نقبل فرض أجندات الاحتلال والعالم علينا في هذا الشأن”.

المصدر: https://2h.ae/JghU

قطاع غزة بين وعود المساعدات وواقع المجاعة

انقطع دخول المساعدات للقطاع منذ سيطرة الجيش على المعبر في 7 مايو وحتى 24 من ذات الشهر حينما اتفق الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي ونظيره الأمريكي جو بايدن بنقل المساعدات عبر معبر كرم أبو سالم الإسرائيلي وتسليمها للأمم المتحدة لحين بحث آلية تشغيل معبر رفح.

والاثنين، قال المكتب الحكومي بغزة في بيان إن تدمير إسرائيل للمعبر أعاق إدخال أكثر من 15 ألف شاحنة مساعدات للقطاع ما زالت عالقة على المعابر.

وتقول مصادر محلية إن عدد شاحنات المساعدات “الشحيحة” التي تصل إلى قطاع غزة عبر كرم أبو سالم تبلغ نحو 50 شاحنة يوميا لافتة إلى أنه في بعض الأيام لا تدخل مساعدات بتاتا.

بدورها تقول إيناس حمدان مديرة الإعلام بوكالة “أونروا” إن عدد الشاحنات التي تدخل عبر كرم أبو سالم “قليل جدا لا تكاد تكفي للحاجات الضخمة والمهولة لقرابة 2 مليون شخص”.

وأضافت “خلال الأسابيع الثلاثة الماضية لم يتجاوز عدد الشاحنات التي وصلت 450 شاحنة مساعدات للقطاع وهذه نقطة في بحر الاحتياجات”.

وأشارت إلى عدم وجود “تغير ملحوظ على مستوى دخول المساعدات إلى قطاع غزه بما في ذلك شمال القطاع”.

استهداف لجان تأمين المساعدات ..

ادعت إسرائيل لأكثر من مرة أنها تعمل على توفير طرق آمنة لإيصال المساعدات لغزة والعمل على زيادتها وسط ضغوط ومطالبات دولية لتوسيع حجم المساعدات.

وفي 16 يونيو ادعى أفيخاي أدرعي المتحدث باسم الجيش، في تغريدة نشرها على منصة “إكس” أنه “سيتم تعليق الأنشطة العسكرية بشكل تكتيكي لأغراض إنسانية في الطريق الواصل من كرم شالوم (كرم أبو سالم) إلى شارع صلاح الدين وشماله”.

وزعم أدرعي أن هذه الخطوة جاءت “في إطار الجهود المتواصلة التي يبذلها الجيش لزيادة حجم المساعدات الإنسانية التي تدخل إلى قطاع غزة بعد مناقشات مع الأمم المتحدة والمنظمات الدولية”.

لكن الميدان أثبت عدم صحة الادعاء الإسرائيلي حيث استهدفت طائرات إسرائيلية حربية في 20 يونيو الماضي تجمعا لتجار ولجان حماية كانت تعمل على تأمين المساعدات الواصلة وذلك خلال تواجدهم في شارع صلاح الدين شرق مدينة رفح.

وشرع تجار ولجان حماية غير حكومية بتأمين شاحنات المساعدات الواصلة للقطاع بعد أن تعمدت إسرائيل لأكثر من مرة استهداف الجهاز الشرطي الذي كان يقوم بتلك المهمة.

لكن لم تسلم الجهة المدنية الجديدة التي تعمل على تأمين هذه الشاحنات من الاستهداف الإسرائيلي.

الرصيف العائم والمساعدات ..

في الوقت الذي تزعم فيه الولايات المتحدة الأمريكية إدخال آلاف الأطنان من المساعدات إلى محافظتي غزة والشمال عبر الرصيف العائم الذي أنشأته على شاطئ غزة، تقول الحكومة في القطاع في بيان إن هذا الرصيف لم يقدم شيئا مذكورا من المساعدات.

وقال المكتب الحكومي إن إسرائيل تمنع دخول المساعدات إلى محافظتي غزة والشمال منذ أكثر من شهرين حيث يواجه أكثر من 700 ألف فلسطيني يعيشون هناك فصول المجاعة، وفق البيان.

في المقابل قالت القيادة الأمريكية المركزية (سنتكوم) إنها سلمت خلال فترة وجودها في غزة نحو ألف و384 طنا متريا من المساعدات إلى غزة عبر الرصيف العائم.

وأشارت في بيان إلى أنها سلّمت نحو 6 آلاف و206 أطنان مترية من المساعدات الإنسانية إلى غزة عبر الرصيف العائم منذ بدء تشغيله في 17 مايو/ أيار الماضي على شاطئ المدينة.

فيما رد المكتب الإعلامي الحكومي مقدرا أن هذا الرصيف لم “يقدم ما نسبته 1 بالمئة من حاجة سكان القطاع من الغذاء”.

كما حذر من وجود “دور عسكري وأمني لهذا الرصيف في الجرائم التي ترتكبها إسرائيل بغزة كان آخرها مجزرة النصيرات في 8 يونيو/ حزيران الماضي”.

وفي 10 يونيو الماضي وعقب مجزرة النصيرات أعلن برنامج الأغذية العالمي أنه “أوقف مؤقتا” أعمال توزيع المساعدات عبر الرصيف الأمريكي في غزة بسبب “مخاوف أمنية”.

وكان “الأغذية العالمي” ومنظمة الأمم المتحدة يعملان على توزيع المساعدات الشحيحة الواصلة عبر الرصيف العائم.

المساعدات الجوية ..

ومنذ بداية مايو الماضي وبالتزامن مع العملية العسكرية الأخيرة التي شنتها إسرائيل على مخيم جباليا للاجئين الفلسطينيين شمالي قطاع غزة علقت الولايات المتحدة مساعداتها الجوية للشمال.

فيما أعلنت القيادة المركزية الأمريكية “سنتكوم”، في 10 يونيو الماضي استئناف “عمليات الإنزال الجوي لمساعدات إنسانية بغزة بعد تعليقها لفترة بسبب العمليات الإسرائيلية في شمال القطاع” الأمر الذي لم تصرح به “حكومة غزة”.

ولا يوجد إحصائية لعمليات الإنزال الجوي للمساعدات في محافظتي غزة والشمال لكن شهدت هذه العمليات تراجعا واضحا في الشهر الماضي وما قبله.

وقالت سنتكوم في بيان: “أجرينا عملية إنزال جوي لمساعدات إنسانية شمال غزة لأكثر من 10 أطنان مترية من الوجبات الجاهزة للأكل”.

ويقول فلسطينيون في محافظتي غزة والشمال إن المساعدات الأمريكية الغذائية “هي وجبات فردية لا يكفي الصندوق الواحد منها جميع أفراد العائلة”.

ومنذ 5 مارس/ آذار الماضي تنفذ سنتكوم عمليات إنزال جوي للمساعدات الغذائية حيث قدمت بهذه العمليات أكثر من ألف و50 طنا متريا وفق البيان.

وشهدت المناطق الجنوبية لقطاع غزة عمليات إنزال جوي للمساعدات بشكل متفرق وشحيح.

وواجهت عمليات الإنزال الجوي انتقادات من الفلسطينيين خاصة بعد أن تسببت بمقتل عدد منهم جراء عملية إنزال خاطئة.

المصدر: https://2h.ae/POcc

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *